بقلم : علي الدلايكة
لقد كان متوقعا هذا الفوز والذي يعتبر تاريخي وغير مسبوق امريكيا لعدة اسباب اولها هذا الشاب الذي شق طريقه بنفسه غير معتمدا على ارث مالي كبير او تاريخ عائلي سياسي او حتى دعم حزبي كما يجب ان يكون ومتوقع ... لقد اعتمد على واقع عايشه وانطلق منه من الطبقة الوسطى وما تعاني منه والطبقة الفقيرة وما تحتاجه من عدالة اجتماعبة ورفع للاجور وتوفير السكن الكريم وتحسين مستوى وكفاءة النقل والتربية والصحة والهجرة ومهارة عالية في الاتصال والتواصل ولغة الخطاب الذي يريد ان يسمعه منه الجمهور .... وقد كان ايضا للحالة السياسية العامة الامريكية وتفاعلها وانحيازها للكيان في حرب غزة تأثير كبير في ذلك رغم معارضتها الميزاج العام الشعبي الأمريكي فجاء خطاب ممداني السياسي الواضح المنحاز لاهل غزة وانكاره للابادة الجماعية فيها ومناصبته العداء للنتن كل ذلك كان له دور كبير في هذا الفوز التاريخي رغم كل محاولات ترامب والجمهورين واللوبي اليهودي لاسقاطه الا انه استطاع ان يتخطاهم ويتجاوزنم فائزا وبفارق كبير مما سبب صدمة كبيرة للإدارة الأمريكية وقد كان واضحا في ردود افعال ترامب وادارته وسبب انزعاج كبير وذهول لدى الكيان واليمين المتطرف واذا ما علمنا ان ٣٠% من اليهود في نيويورك صوت لصالح ممداني وهذة أيضا شكلت نكسة كبيرة لهم حيث تحذيرات وتحريض ترامب كان واضحا في ذلك الا انه كان دون جدوى ....
هذا الفوز له دلالات كبيرة سياسيا واستراتيجيا امريكيا داخليا وخارجيا وسيكون له العديد من الانعكاسات السياسية والانتخابية داخل امريكا باتجاه انتخابات الرئاسة القادمة وخارجها ايضا ....
هذا الفوز لم يأتي صدفة وان كان طفرة هل ستستمر ويستغلها جيدا الحزب الديمقراطي ويبني عليها وهل ستشكل عدوى انتخابية تنتقل الى باقي الدول عالميا وترسخ لتغير سياسي وفكري عالمي ينهي عقود من سيطرة الفكر الصهيوني المتطرف وماكنته الاعلامية في قلب الحقائق وتمويه المواقف وتحريفها ظلما للشعب الفلسطيني وحقوقه وشعوب المنطقة وحقوقهم في أمريكا وأوروبا والعالم اجمع ...
هذا الفوز سيشكل نقطة تحول داخلية امريكية كبيرة اذا ما حقق ممداني وعوده الانتخابية على ارض الواقع وتجاوز التحديات التي تواجهه وتغلب على قوى الشد العكسي المتحفزة ضده وترجم برنامجه الانتخابي وبما يخدم الجميع في نيويورك ويحقق رغباتهم وغاياتهم والضرورية منها