حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,6 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3320

قرى أوروبية مناسبة لعشاق الهدوء فقط

قرى أوروبية مناسبة لعشاق الهدوء فقط

قرى أوروبية مناسبة لعشاق الهدوء فقط

06-11-2025 09:20 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في زمن تتسارع فيه الحياة وتزدحم المدن بالضوضاء، يبحث الكثيرون عن أماكن تنبض بالسكينة، حيث يمكن للوقت أن يتباطأ، وللروح أن تستعيد صفاءها. في أوروبا، بعيدًا عن العواصم المزدحمة والمواقع السياحية الشهيرة، تنتشر قرى صغيرة تمثل الوجه الآخر للقارة العجوز؛ وجه يفيض بالهدوء، والبساطة، والجمال الطبيعي الأخّاذ. هذه القرى ليست مجرد وجهات سياحية، بل ملاذات للباحثين عن التجدد والسلام الداخلي، حيث تختفي ضوضاء السيارات لتحل محلها أصوات الطيور وجداول الماء المتدفقة.

هالشتات النمساوية: الجوهرة الهادئة بين الجبال والبحيرة تقع هالشتات (Hallstatt) في قلب النمسا، وتُعد واحدة من أجمل القرى الجبلية في أوروبا، وأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. تطل القرية على بحيرة صافية محاطة بجبال الألب، مما يمنحها مشهدًا طبيعيًا يقترب من الخيال. ما يميزها ليس فقط جمالها، بل سكونها الفريد، إذ يفضل معظم زوارها السير على الأقدام بين أزقتها الضيقة وبيوتها الخشبية المزينة بالزهور. يمكن للزائر الاستمتاع بجولة في البحيرة أو الصعود إلى منصات المشاهدة المطلة على القرية، أو ببساطة الجلوس على مقعد خشبي على ضفاف المياه والتأمل في انعكاس الجبال على السطح الأزرق الهادئ. لا ضجيج هنا، بل انسجام تام بين الإنسان والطبيعة.


كولمار الفرنسية: حين يلتقي الهدوء بجمال القصص الخرافية في شمال شرق فرنسا، تقع كولمار (Colmar) التي تُعرف بأنها "القرية التي خرجت من كتاب قصص"، بفضل منازلها الملونة وقنواتها المائية الصغيرة التي تجري وسط الشوارع المرصوفة بالحجارة. هذه القرية الألزاسية تتميز بجو رومانسي وهادئ يجعلها ملاذًا مثالياً لعشاق التأمل والمشي البطيء. في المساء، تنعكس أضواء المصابيح على مياه القنوات، فتتحول كولمار إلى لوحة من السحر الهادئ. رغم شهرتها، ما تزال القرية تحتفظ بإيقاعها البطيء وطابعها المحلي الأصيل، حيث المقاهي الصغيرة تقدم القهوة والكرواسون بهدوء بعيد عن صخب المدن الفرنسية الكبرى. إن زيارتها تشبه الدخول إلى عالمٍ آخر، حيث تتوقف الساعات وتتحول كل زاوية إلى مشهد للتأمل.

سينترا البرتغالية: القصور بين الغابات والضباب على بعد نصف ساعة من العاصمة لشبونة، تقع سينترا (Sintra)، واحدة من أجمل القرى البرتغالية وأكثرها شاعرية. تتميز بمزيج فريد من الطبيعة والتاريخ، إذ تنتشر فيها القصور الملوّنة والحدائق المورقة بين التلال المغطاة بالضباب في الصباح الباكر. على الرغم من أنها وجهة معروفة نسبيًا، إلا أن أجواءها تظل هادئة مقارنة بمدن البرتغال الصاخبة. يمكن للزائر التنزه في قصر بينا (Pal cio da Pena) بألوانه الزاهية، أو في قلعة المور (Castelo dos Mouros) التي تطل على الوادي الأخضر، أو حتى الجلوس في مقهى صغير وسط الغابات ليستمتع بصوت الريح وهي تمر بين الأشجار. إنها قرية تلامس الخيال وتوقظ الحنين إلى البساطة.

في الختام، تمثل هذه القرى الأوروبية الثلاث دعوة مفتوحة إلى العودة إلى جوهر السفر: البحث عن الهدوء والتواصل مع الجمال الطبيعي بعيدًا عن الزحام. من جبال هالشتات الباردة، إلى أزقة كولمار الحالمة، وصولاً إلى غابات سينترا المليئة بالأسرار، يجد المسافر مساحة للتأمل في جمال التفاصيل الصغيرة. إنها وجهات لا تحتاج إلى جدول مزدحم بالأنشطة، بل إلى قلب مستعد للاستماع إلى همس الريح وصوت الحياة الهادئة كما يجب أن تكون.








طباعة
  • المشاهدات: 3320
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-11-2025 09:20 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم