06-11-2025 09:27 AM
سرايا - في مشهد يعكس التحول العميق الذي تشهده السعودية ضمن رؤيتها 2030، كشف الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة في السعودية، خالد البكر أن البرنامج فتح مسارات جديدة لاستثمارات وشراكات القطاع الخاص في البلاد لضمان تنوع العروض، وتحقيق الجدوى الاقتصادية للثقافة والترفيه.
وأشار إلى أن "جودة الحياة" في 2024 حفَّزَ قيمة الاستثمارات غير الحكومية لتصل قيمتها نحو 21.6 مليار ريال سعودي (أكثر من 5 مليارات دولار) عبر مختلف القطاعات، لافتاً إلى أن معظم تلك الاستثمارات ترتبط بفرص الثقافة، والترفيه.
ومنذ إطلاق برنامج جودة الحياة في عام 2018، الذي يحقق مستهدفات رؤية السعودية 2030 ببناء مجتمعات حيوية وملائمة للعيش، تعزز مكانة السعودية بين أكثر الوجهات جاذبيةً في العالم، استطاع تهيئة البيئة التنظيمية لإصدار وتفعيل أنظمة تجذب دخول استثمارات القطاع الخاص.
ويحقق برنامج جودة الحياة 10 أهداف استراتيجية مسندة إليه من رؤية 2030 بـ: 6 قطاعات مختلفة لتنفيذ أكثر من 173 مبادرة بقطاعات السياحة، والثقافة والتراث، والرياضة، والترفيه، والتصميم الحضري، والقطاع الأمني، لتحسين الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، بجانب التأكد من تنفيذ المبادرات ذاتها.
ويقيس برنامج جودة الحياة، 42 مؤشراً للأداء، ويتتبع أثر معدلات المشاركة ومستويات الرضا، والمؤشرات العالمية، إذ حقق نحو 102% من مستهدف مشاركته في الناتج المحلي الإجمالي، بإسهام تجاوز 74 مليار ريال سعودي (20 مليار دولار) في اقتصاد المملكة، وفقاً للبكر.
في السياق ذاته، يشير البكر إلى بلوغ نسبة حضور المحتوى المحلي ببرامج جودة الحياة نحو 39% في عام 2024، متجاوزة المستهدف البالغ 36%، في حين وصلت عدد الوظائف في قطاعات البرنامج إلى 368,900 وظيفة، محقِّقاً 93% من مستهدف 2024م البالغ 395,000 وظيفة.
البيوت الثقافية
إلى ذلك، يؤكد البكر أن البرنامج أطلق العام المنصرم مبادرة البيوت الثقافية بافتتاح ثلاثة بيوت ثقافية في (الدمام، وأحد رفيدة، والرياض)، ضمن مشروع إنشاء البيوت الثقافية لتكون منصات مجتمعية وثقافية للفنون والمعرفة والإبداع، فضلاً عن افتتاح متحف تيم لاب في جدة، وإعادة تشغيل مركز الملك فهد الثقافي، وتفعيل متحف جاكس للفن المعاصر، وتوقيع 21 اتفاقية إنتاج سينمائي وتلفزيوني لتعزيز قطاع الأفلام المحلي وعكس الثقافة السعودية على الإنتاج الفني.
السياحة والرياضة
ويقول: "في إطار السياحة، حققت السعودية أكثر من 115.9 مليون زيارة سياحية في 2024، في حين ارتفعت مساهمة القطاع إلى 4.4% من الناتج المحلي. وحسنت المبادرات أكثر من 30 خدمة سياحية إلكترونية، بجانب توفير أكثر من 87 ألف فرصة تدريبية، منها 5 آلاف فرصة خارجية، لتعزيز الكفاءات الوطنية في القطاع. وبشأن الرياضة، أظهرت نتائج القطاع بالعام المنصرم تقدماً ملموساً بمختلف المسارات، إذ ارتفعت نسبة ممارسي النشاط البدني المنتظم (150 دقيقة أسبوعياً) إلى 58.5% من إجمالي البالغين. هذا رقم غير مسبوق. النتيجة تعكس التحول في وعي المجتمع بأهمية الرياضة كأسلوب حياة".
الارتقاء بالمشهد الحضري
ويكشف أن مبادرات التصميم الحضري تواصل الارتقاء بالمشهد الحضري في مختلف مناطق البلاد إذ أصبحت الحدائق العامة، والواجهات البحرية، والمسارات الخضراء مكوَّناً رئيسياً في الحياة المجتمعية اليومية بمختلف المدن، لتثمر مبادرة "أنسنة المدن" عن إحداث نقلة ملموسة، بتدشين 149 حديقة جديدة، وتنفيذ 62 تدخلاً حضرياً، وزراعة أكثر من مليون شجرة.
وأكد البكر أن خطط البرنامج القائمة لتطوير المدن السعودية، تمنح تصوراً جديداً للمدن السعودية، إذ تحوَّلها إلى أماكن ملائمة للعيش وفق أفضل المعايير بالاستثمار في أنسنة المدن، وتوفير المساحات العامة والتشجير، وتحسين المشهد الحضري بصورة عامة ومعالجة التشوهات البصرية.
زراعة 7 ملايين شجرة
ولفت إلى إطلاق منصة "فرص"، لتسهيل الاستثمار بالقطاع البلدي وتوقيع أكثر من 11 ألف فرصة استثمارية في 2024 بقيمة 5 مليارات ريال، وتخدم منصة "بلدي" اليوم أكثر من 14 مليون مستخدم عبر ما يزيد على 300 خدمة رقمية، ما يرفع معدلات رضا المستفيدين عن الخدمات البلدية إلى 87%، إذ أُنشئت أكثر من 200 حديقة جديدة في الأحياء السكنية، وزُرعت أكثر من 7 ملايين شجرة وشجيرة في مختلف مناطق المملكة، مما يعزِّز المساحات الخضراء والمرافق المخصَّصة للترفيه.
40 فعالية عالمية ترفيهية
ونظمت مبادرات جودة الحياة 23 حفلة ومسرحية في 13 مدينة سعودية عبر "جولة المملكة" الترفيهية، كما استقطبت 40 فعالية عالمية ترفيهية أبرزها حفل «Joy Awards»، و"UFC Night" في إطار تعزيز مكانة المملكة محوراً رئيسياً للفعاليات الرياضية الترفيهية العالمية.
تنمية الفنون والمحافظة على التراث
وحول إسهام البرنامج في تنمية قطاعي الثقافة والفنون في السعودية، يؤكد البكر أن البرنامج أُسند إليه في قطاع الثقافة هدفين استراتيجيين من أهداف رؤية البلاد تتلخص بـ"المحافظة على تراث المملكة الإسلامي والعربي والتعريف به"، و"تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة"، لتعزيز منظومة ثقافية مستدامة تضمن بقاء الثقافة في صميم حراك التحول.
3 آلاف يوم ثقافي
وسلط رئيس برنامج جودة الحياة الضوء على أحدث إسهامات البرنامج، إذ تجاوز عدد أيام الفعاليات الثقافية 3 آلاف يوماً العام الماضي، أي بنحو ضعف المستهدف، فيما بلغ عدد مواقع التراث الوطني القابلة للزيارة 201 موقع، مشيراً إلى أن نحو 234,147 شخصا يعملون في القطاع الثقافي، مما يضاعف إسهام الثقافة في الاقتصاد الوطني، وفقاً لحديثه.
السعودية .. حراك غير مسبوق
واعتبر البكر أن السعودية تشهد حراكاً غير مسبوق في قطاع الترفيه والثقافة، ما انعكس مباشرة على تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، مشيراً إلى أن تنوع الفعاليات أوجد توازناً أكبر في أنماط الحياة، إذ لم يعد الترفيه والهوايات والفعاليات الرياضية والثقافية مجرد نشاط ثانوي، بل أصبح جزءاً من أسلوب حياة صحي يعزز الصحة النفسية، وتنمية الروابط الاجتماعية، وتوفير خيارات للمواطن والمقيم والزائر.
الفعاليات الترفيهية تحقيق للتوازن
ورأى أن هذه الفعاليات شكّلت رافداً مهماً في دعم رؤية السعودية 2030، إذ تحرّك قطاعات الثقافة، والترفيه، والسياحة، وخلقت فرص عمل واسعة للشباب السعودي، كما تعزز فرص تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة اليومية، واحتياجات الترفيه، وفي الوقت نفسه تدفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو آفاق أوسع وأكثر استدامة.
السياحة.. قطاع واعد
وتناول رئيس برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية السعودية 2030، قطاع السياحة ووصفه بـ"القطاع الواعد والكبير" إذ حقق نقلات كبرى بالمملكة منذ إطلاق البرنامج، بجانب تدشين التأشيرات السياحية ورقمنتها عالمياً الأمر الذي يعد ضمن مبادرات البرنامج، وأشار إلى أن مبادرات البرنامج تبني وجهة سياحية تنافسية بمقاييس عالمية وطابع سعودي أصيل يستثمر في الثقافة والتراث السعودي، ومقومات الجغرافيا وامتدادات التاريخ.
وأفصح رئيس جودة الحياة خالد البكر عن مبادرات البرنامج في إطار "الأمن"، إذ واصل القطاع الأمن واصل في العام المنصرم تحقيق نقلة نوعية على صعيد الخدمات والبنية التحتية، عبر مبادرات برنامج جودة الحياة بالتعاون مع وزارة الداخلية السعودية التي سرعت الاستجابة، وعززت توظيف التقنيات الحديثة، وتحسين جودة الحياة من منظور أمني شامل، لتصل نسبة الرضا عن الخدمات الأمنية 99.85%، العام المنصرم.
مركز عمليات المدينة المنورة
وضمن مبادرات البرنامج دشن مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بمنطقة المدينة المنورة ليكون رابع مركز من نوعه على مستوى المملكة بعد مراكز الرياض ومكة المكرمة والمنطقة الشرقية، وأطلقت خدمة توثيق البلاغ، التي تتيح للمبلغين رفع الموقع مرفقًا بصور وفيديو لتحسين سرعة وجودة الخدمات الأمنية والإنسانية، في حين اكتملت أعمال مركز شرطة حي السليمانية بالرياض، ودُشنت 6 مراكز شرط متنقلة، عززت الجاهزية ورفعت سرعة الاستجابة.
توحيد معايير إحصاء الجريمة
وفي الإطار التنظيمي، أشار الرئيس التنفيذي لبرنامج جودة الحياة، إلى مبادرة "التصنيف الموحّد للجريمة"، إذ وحدت المعايير الإحصائية للجرائم بما يتوافق مع التصنيفات الدولية (ICCS)، الأمر الذي عزز كفاءة التنسيق بين الجهات الأمنية والقضائية، ووفّر قاعدة بيانات دقيقة لتطوير السياسات الأمنية، ، مختتماً حديثه بقوله:" هذا المؤشرات تعكس بوضوح تكامل التطوير التقني والإداري في هذا القطاع المهم، ويُجسّد مفهوم الأمن بوصفه ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة".
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-11-2025 09:27 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||