05-11-2025 01:35 PM
بقلم : نضال أنور المجالي
رد على تساؤلات الأستاذ هاشم الخالدي حول تلفزيوننا "الحبيب"
يا أستاذ هاشم الخالدي (أبو زيد)، تحية "كرسوية" منقولة بـ "الواسطة" وبعد!
وصلني سؤالك الشفيف والمحبط (قليلًا) عن تعيينات التلفزيون الأردني الجديدة، وعن قصة "المحتوى الباهت" التي لا تدافع عن أحد، ولا حتى عن نفسها!
لكن دعني أصحح لك مفهومًا خطيرًا... أنت تتحدث عن "خلطة سرية" و**"مساحة حرية"** و**"هموم مواطن"**! يا صديقي، أنت تطلب شوربة عدس في حفل عشاء فاخر! التلفزيون الرسمي ليس مطعمًا شعبيًا يقدم "هموم المواطن" بـ 10 قروش، إنه متحف للأثاث المكتبي!
أنت تسأل عن قصة التعيينات الجديدة... وسؤالك عن "توريث الكرسي" و"أخذ الخواطر" هو إشارة ذكية، بل إشارة "واي فاي" بخمسة أبراج!
جلالة الملك وولي العهد.. الرؤية التي لم يقرأها "المسؤول"!
هنا يا أستاذ هاشم تكمن المفارقة المضحكة! نحن في مركب واحد، نعلم جميعًا أن قائد هذا الوطن، سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وساعده الأيمن سمو الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد الأمين، لا يدخران جهدًا في الدفع بعجلة التحديث، والتركيز على الشباب والاستثمار في طاقاتهم الإبداعية، وضرورة أن يكون إعلامنا صوتًا حقيقيًا للمواطن. هذه رؤية "نشمية" بامتياز، ترفع الرأس!
ولكن... (وهنا يكمن سر الكوميديا السوداء) الرسالة الملكية تأتي مشفرة للمسؤول!
بدلًا من أن يفهم المسؤول أن عليه أن يجلب "الأكفأ" و"الأكثر إبداعًا"، يفهم الرسالة هكذا: "سارع في ملء الكراسي المريحة بأي شخص، المهم ألا يُزعجني!"
يا حسرة، فقد أصبحت المناصب الفخمة ذات الراتب الضخم وسيلة لـ:
"تسكير الأفواه": امنح الناقد منصبًا رفيعًا، وسرعان ما يتحول قلمه اللاذع إلى "فرشاة تلميع"!
"تخفيف النقد": يصبح شغل الشاغل للمعين الجديد هو الحفاظ على "النعمة" التي نزل بها الكرسي عليه، بدلاً من نقد صاحب النعمة!
ببساطة، يتم "استقطاب" النقّاد والمبدعين ليس للاستفادة من إبداعهم، بل لـ "تحييدهم" وإجلاسهم على كرسي وثني مريح ينسيهم ماضيهم الثوري! (ها ها ها... يا للحسرة الممتعة!)
العهد الذهبي لـ "توريث الكرسي" (تتمة العبث)
يا عزيزي، من قال لك إن "الكرسي" مجرد قطعة خشب؟ الكرسي في تلفزيوننا هو "عرش النقلة النوعية"! ومنطق التعيينات بسيط جدًا:
قانون الوراثة الإعلامية: إذا كان والدك أو عمك أو خال زوجة جارك يجلس على كرسي منذ عام 1970، فالكرسي يكتسب "خبرة عائلية" فريدة، ومن الظلم أن يذهب لغريب! إنها مسألة "أقدمية عائلية" في الجلوس، وليست أقدمية في الخبرة الإعلامية.
أخذ الخواطر.. فن لا يفنى: أنت تتحدث عن وزير "مرعوب" من تقرير. أنا أقول لك: هذا الوزير "المخضرم" لم يصل بـ "الخبرة" بل بـ "الخاطر"! فكيف نلومه إذا طلب أن يُعين ابن عمه الذي يمتلك شهادة في "تربية النعام" ليكون مديرًا لبرامج الأطفال؟ إنه رد الجميل للخواطر! الكرسي يعشق "رد الجميل"!
هل نعود للمشاهدة؟ سؤال ساخر بامتياز!
تطالب الأستاذ هاشم بعودة المشاهدين، وتتحدث عن خلطة سحرية، لكنك تغفل عن الـ "خلطة السحرية" الحالية:
المكون الأول (وصفة الفشل): لا يوجد شيء اسمه "حرية إعلامية"، هناك شيء اسمه "مساحة آمنة للتصفيق". أين المضحك في أن يغضب تقرير زميلنا المبدع وزيرًا؟ بل العكس هو الصحيح! يجب أن يكون الهدف الأساسي للتقرير هو إسعاد الوزير وإطراء إنجازاته، ولو اضطررنا لـ "تأجير" هموم المواطن لفضائية أخرى.
المكون الثاني (العبقرية الإدارية): أنت تقول إن التلفزيون يتبع للوزير هو تقليل من شأنه! يا صاحبي، هذا تخصص إداري نادر! أن تكون شاشة وطن بأكمله تابعة لمزاج موظف كبير، هذا يسمى "التبعية الودّية السعيدة".
أنت تقول: "الخلطة ليست بالأشخاص وإنما في المبدأ".
أنا أقول: يا أستاذ هاشم، الخلطة هي بالكرسي! اجعل الكرسي مريحًا ومهيبًا ووراثيًا، وستجد الجميع يتصارعون عليه، وهذا هو الهدف الأسمى: أن يظل الكرسي مشغولًا!
فدعنا من "هموم المواطن" و"المصداقية" هذه المفاهيم التي عفى عليها الزمن. سننتظر ذات يوم إعلانًا رسميًا: "يعلن التلفزيون الأردني عن إغلاق قسم الإنتاج، وتحويل المبنى إلى متحف دولي لأهم الكراسي التي جُلست في تاريخ المملكة."
وعندها فقط، سنشعر بالفخر!
ملاحظة أخيرة: بخصوص مسألة أن "الكتاب يُقرأ من عنوانه"... يبدو أن عنوان كتاب التلفزيون هو "تذكرة مجانية للجلوس على الكرسي"، والمحتوى هو مجرد "هواء بارد"... ولكن بشكل رسمي!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله من إحباطي غير الساخر...
(توقيع: مواطن يتمنى أن يورّث له كرسي مريح)
حفظ الله الأردن والهاشمين
الكاتب نضال أنور المجالي
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-11-2025 01:35 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||