حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,19 نوفمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2096

القرالة يكتب : عامر الرجوب .. صوتٌ يشبهنا

القرالة يكتب : عامر الرجوب .. صوتٌ يشبهنا

القرالة يكتب : عامر الرجوب ..  صوتٌ يشبهنا

04-11-2025 06:56 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. مثقال القرالة
في زمنٍ تتشابك فيه الأصوات ويضيع فيه الصدق بين الضجيج والادعاء، يطلّ الإعلامي عامر الرجوب كحالةٍ استثنائية في المشهد الأردني، حالةٍ لا تُقاس بمعايير الظهور أو الشهرة، بل بمعيار التأثير والصدق والانتماء. فمنذ بداياته، لم يكن الرجوب مجرّد مذيعٍ يقرأ الأخبار أو يدير الحوارات، بل كان صوتاً يعبّر عن وجدان الناس، ولساناً ينطق بما يعجز كثيرون عن قوله، وإحساساً جمع في نبرته نبض الوطن وقلق المواطن وأحلام البسطاء. عامر الرجوب لا يتحدث ليُعجب أحداً، بل يتحدث ليُوقظ ضميراً، وليدافع عن حقٍّ ضائع، أو قضيةٍ مهملة، أو مظلوم لم يجد من يسمع صوته. حين يجلس خلف المايكروفون أو أمام الكاميرا، لا يضع بينه وبين الناس حواجز اللغة الرسمية أو شعارات المزايدة، بل يتحدث بلسانٍ أردنيٍّ صادقٍ يعرف وجع الناس كما يعرف ملامح وطنه. هو يشبهنا في مواقفه، في لهجته، في غيرته، وفي عناده الشريف حين يرى أن الظلم تعدّى حدوده.
ولم يكن صدقه يوماَ مجرد حديثٍ نظريٍّ أو كلام عابر، بل تحوّل إلى فعل مؤثر في الميدان. ففي قضية مياه البربيطة التي أثقلت كاهل الأهالي لسنوات، لم يقف الرجوب موقف المراقب، بل تحرّك كجنديٍّ إعلاميٍّ يعرف أن الكلمة قد تُحدث ما لا تحدثه البيانات. نزل إلى الناس، سمع شكواهم، ونقلها كما هي إلى الرأي العام دون تزييف أو تجميل. بصوته الصادق وصورته الحقيقية دفع المسؤولين إلى التحرك، وعادت المياه إلى بيوت البربيطة بعد معاناةٍ طويلة. لقد أثبت بذلك أن الإعلام الوطني ليس لنقل الحدث فحسب، بل لصناعته في اتجاه الحق، وأن الكلمة حين تصدر من ضميرٍ نقيٍّ، تُصبح أقوى من أي نفوذٍ أو سلطة.
عامر الرجوب يمارس الإعلام كما يجب أن يكون: منبراَ للناس لا على الناس، وميزاناًللعدالة لا أًداةً للتزيين. لا يختبئ خلف المجاملات، ولا يساوم على مبدأ، ولا يُخفي حُبّه للوطن تحت عباءة الحياد البارد. يجيد أن يكون ناقدا دون أن يكون ناقما، ومخلصا دون أن يكون متملقًا. ومن خلال تجربته الغنية، علّمنا أن الجرأة ليست في رفع الصوت، بل في صدق الكلمة، وأن الانتماء الحقيقي لا يُقاس بالتصريحات، بل بالفعل الذي يحمي كرامة الناس ويحفظ هيبة الدولة. هو ابن هذا الوطن الذي لا يبدّل ولاءه، ولا يتخلى عن انتمائه، مهما تغيّرت الظروف أو تبدّلت الوجوه. حين يتحدث، تشعر أن الأردن كلّه يتحدث على لسانه؛ وحين يغضب، ترى في غضبه وجع الناس؛ وحين يفرح، يفرح لوطنٍ يستحق أن يُروى بالحبّ لا بالشعارات. يذكّرك دائما أن الوطنية ليست شعارا يُرفع، بل سلوكا يُمارس، وأن الإعلامي الحقيقي هو من يضع الوطن فوق كل اعتبار.
عامر الرجوب ليس مجرد إعلامي يملأ الشاشة، بل إنسان يملأ القلوب. عرف طريقه إلى الناس لأنه لم يسعَ يوما إلا إلى الحقيقة، ولم يطلب مجدا إلا مجد الكلمة الشريفة. هو وجهٌ يشبه الأردن حين يكون في أجمل حالاته: شجاعا، صادقا، عفويا، لا يعرف النفاق ولا المواربة. وعندما تراه، تشعر أنك ترى نفسك، ترى ابن القرية الأردنية الذي تربّى على الكرامة، والحرّ الذي لا يرضى بالظلم، والمواطن الذي لا يقبل إلا أن يبقى الأردن شامخا كما عرفناه. سيظل عامر الرجوب علامةً فارقة في الإعلام الأردني، وصوتا يذكّرنا بأن الكلمة يمكن أن تكون فعلا وطنيا حين تصدر من قلبٍ مؤمن بالوطن، وبأن الإعلام حين يخلص لرسالته، يصبح حارسا للكرامة ومُلهما للأمل. هو منّا، ويشبهنا، ومن خلاله عرفنا أن في الأردن ما زال هناك من يتكلم بالحقّ، لا خوفا ولا رياءً، بل حبا صادقا لهذا التراب المبارك الذي نسميه وطنا








طباعة
  • المشاهدات: 2096
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-11-2025 06:56 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل يرضخ نتنياهو لضغوط ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم