26-10-2025 10:33 PM
سرايا - تحذيرات علمية من أن آلاف مراكز البيانات في الولايات المتحدة قد تتحول إلى قنابل بيئية تهدد حياة المواطنين بسبب انبعاثات الديزل السامة.
كشف تقرير علمي حديث عن شبكة متنامية تضم ما لا يقل عن 5000 مركز بيانات في الولايات المتحدة، تُشكل خطرًا صحيًا خفيًا على المواطنين، إذ تعمل هذه المراكز، التي تُعد العمود الفقري لتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، على إطلاق ملوثات خطيرة يمكن أن تسبب الربو والسرطان وأمراضًا قاتلة أخرى.
ويحذر الباحثون من أن التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يجعل تلوث الهواء الناتج عن مولدات الديزل الاحتياطية في هذه المراكز يوازي انبعاثات قطاعات صناعية كاملة، إذ تشير تقديرات معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) إلى أن هذه الانبعاثات تتسبب في نحو 1300 وفاة مبكرة سنويًا.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تُستخدم مولدات الديزل لضمان استمرار عمل مراكز البيانات خلال انقطاع الكهرباء، لكنها تُطلق جسيمات دقيقة تنتشر عبر ولايات مختلفة، وتُكلف الاقتصاد الأمريكي نحو 20 مليار دولار سنويًا بسبب الأمراض وفقدان الإنتاجية.
كما أوضحت الدراسات أن الطاقة اللازمة لتدريب نموذج لغوي واحد تابع لشركة “ميتا” تعادل 10 آلاف رحلة بالسيارة من لوس أنجلوس إلى نيويورك، بينما يستهلك مركز بيانات واحد طاقةً تضاهي استهلاك مدينة صغيرة.
وحذّرت البروفيسورة فرانشيسكا دومينيشي من جامعة هارفارد من تجاهل هذه التأثيرات الصحية، قائلة لصحيفة "ديلي ميل": «مع تزايد عدد مراكز البيانات فائقة القدرة، يجب أن نبدأ في النظر بجدية إلى آثارها البيئية والصحية على المجتمعات المحيطة بها، وهي قضية غائبة حاليًا عن النقاش العام».
ويُعد عادم الديزل مصدرًا رئيسيًا للجسيمات الدقيقة المسببة لأمراض القلب والرئة والسرطان، وتزداد كثافة هذه الملوثات في مناطق تتركز فيها مراكز البيانات مثل شمال فرجينيا وولاية فيرجينيا الغربية.
وخلال موجة الحر الأخيرة، شغّلت عشرات المراكز مولداتها في الوقت نفسه لتخفيف الضغط على الشبكات الكهربائية، مما تسبب في انبعاثات هائلة من أكاسيد النيتروجين المسببة لمشكلات تنفسية خطيرة.
وأضافت دومينيشي أن التأثيرات الصحية المباشرة تتركز في المناطق التي تضم عددًا كبيرًا من المراكز مثل شمال فرجينيا، بينما تتأثر مناطق أخرى بشكل غير مباشر، مثل مقاطعات فيرجينيا الغربية التي تزود هذه المراكز بالكهرباء من محطات الفحم، دون أن تستفيد اقتصاديًا من وجودها.
وكشف باحثو “كالتيك” أن التلوث الناتج عن مولدات الديزل ينتقل عبر المقاطعات والولايات، ما يجعل انبعاثات شمال فرجينيا تؤثر على ولايات مجاورة مثل ماريلاند وويست فيرجينيا وبنسلفانيا ونيويورك ونيوجيرسي وديلاوير وواشنطن العاصمة.
وتقدّر الأبحاث أن التكاليف الصحية العامة الناتجة عن هذه الانبعاثات تتراوح بين 190 و260 مليون دولار سنويًا، وقد ترتفع عشرة أضعاف إذا وصلت الانبعاثات إلى حدودها القانونية القصوى.
كما بينت دراسات صادرة عن جامعتي هارفارد وكالتيك أن مراكز البيانات استهلكت في عام 2023 نحو 4% من إجمالي الكهرباء في الولايات المتحدة، مولدةً 105 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون، مع اعتماد 56% من هذه الطاقة على الوقود الأحفوري.
وأوضحت مؤسسة كابور أن مناطق التكنولوجيا في كاليفورنيا، التي تضم 32 من أكبر 50 شركة ذكاء اصطناعي في العالم، تتقاطع مع مناطق تعاني أصلًا من سوء في الصحة العامة، مشيرة إلى وجود أكثر من 300 مركز بيانات في الولاية، يتركز معظمها في سانتا كلارا.
وأكدت الباحثة سيسيليا ميريمان من المؤسسة أن العلاقة بين مراكز البيانات وسوء الصحة لا تعني بالضرورة وجود سبب مباشر، لكنها تعكس تركز هذه المنشآت في مناطق تعاني أصلًا من التلوث.
وتشير التوقعات إلى أنه بحلول عام 2030 قد يتضاعف الأثر الصحي السلبي لصناعة مراكز البيانات ليتجاوز تأثير صناعة الصلب، وليوازي انبعاثات جميع المركبات في ولاية كاليفورنيا، بفعل أكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة.
وقال البروفيسور أمين الحبيبة من جامعة نوتنغهام ترنت البريطانية إن المخاطر لا تقتصر على الهواء فقط، بل تمتد إلى البيئة المائية والحرارية، موضحًا أن الحرارة الناتجة عن خوادم الحواسيب تحتاج إلى تبريد مستمر، وغالبًا ما تُستخدم المياه في أنظمة التبريد المفتوحة، ما يؤدي إلى استهلاك كميات ضخمة منها.
وأشار إلى أن أنظمة التبريد المغلقة، المشابهة لتلك المستخدمة في السيارات، تستهلك كميات أقل من المياه، مضيفًا أن استخدام مياه الأمطار أو المياه الرمادية قد يقلل من الأثر البيئي لمراكز البيانات.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-10-2025 10:33 PM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||