حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,25 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9703

"كلاسيكو الوجوه الجديدة .. حين يلتقي التاريخ بطموح الجيل الصاعد"

"كلاسيكو الوجوه الجديدة .. حين يلتقي التاريخ بطموح الجيل الصاعد"

"كلاسيكو الوجوه الجديدة ..  حين يلتقي التاريخ بطموح الجيل الصاعد"

25-10-2025 11:00 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - خاص - تترقب جماهير كرة القدم في العالم، وخصوصًا في إسبانيا، موقعة الأحد الكبير على ملعب سانتياغو برنابيو، حيث يلتقي ريال مدريد بضيفه برشلونة في كلاسيكو لا يشبه ما سبقه، إذ يحمل هذه المرة نكهة متجددة بفضل توليفة من الوجوه الشابة والنجوم الجدد، في مواجهة تُعيد رسم ملامح الصراع الأبدي بين الأبيض والكتالوني بلون مختلف.

المدرب الإسباني تشابي ألونسو يجد نفسه أمام أول اختبار حقيقي له على رأس الجهاز الفني لريال مدريد، في مباراة لا تُقاس بالنقاط فقط، بل بالرمزية والتاريخ. ألونسو الذي عرف برشلونة كلاعب أكثر من أي خصم آخر — واجهه ثلاثين مرة وتذوّق مرارة الخسارة في نصفها تقريبًا — يدخل اللقاء بعقلية الثأر الكروي، واضعًا نصب عينيه استعادة الهيبة الملكية، خصوصًا بعد التفوق الكتالوني الواضح في الموسم الماضي. ومع فارق نقطتين فقط في صدارة الليغا، فإن الكلاسيكو بالنسبة لألونسو ليس مجرد مباراة… بل إعلان عهد جديد.

لكن الأنظار لا تتجه إلى مقاعد المدربين فحسب، بل إلى الأسماء التي تعيش لحظتها الأولى تحت أضواء الكلاسيكو. ريال مدريد سيدخل المواجهة بعديدٍ من العناصر التي لم تذق بعد طعم هذه المواجهة التاريخية، يتقدمهم المدافع الإسباني دين هاويسن العائد من إصابة في القدم أبعدته أسابيع قليلة، ليكون أحد رهانات ألونسو الدفاعية، إلى جانب الظهير الأيمن الإنجليزي ترنت ألكسندر أرنولد الذي يخوض تجربته الأولى في إسبانيا بعد انتقاله المثير من ليفربول الصيف الماضي. أرنولد، الذي لا تزال جماهير برشلونة تذكر تمريرته التاريخية في “ريمونتادا أنفيلد”، يدخل هذه المرة الكلاسيكو بوجه جديد، ولكن بنفس الطموح في صنع لحظة خالدة.

أما في الجهة اليسرى، فسيكون الإسباني ألفارو كاريراس أمام اختبار صعب، إذ أوكلت إليه مهمة مراقبة الجوهرة الكتالونية لامين يامال، في مواجهة بين موهبتين تمثلان الجيل الجديد لكرة القدم الإسبانية. وعلى الطرف الآخر، يستعد الجناح الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو لخوض أول كلاسيكو في مسيرته بعد انتقاله من ريفر بليت، وهو يمني النفس بأن يترك بصمته الأولى في واحدة من أكثر المباريات مشاهدة في العالم.

ووسط هذه الأسماء الجديدة والوجوه الصاعدة، تبقى واحدة من أبرز المواجهات الفردية التي ينتظرها الجميع هي تلك التي ستجمع بين بيدري وجود بيلينغهام، في صراعٍ تكتيكي وفني يعكس روح الجيل الجديد من نجوم الوسط.
بيدري، العقل المفكر في منظومة برشلونة، يملك قدرة فريدة على التحكم بإيقاع اللعب وتوزيع الكرات بذكاء يذكّر بلمحات تشافي وإنييستا، فيما يقف في الجهة المقابلة بيلينغهام، الذي بات القلب النابض لريال مدريد وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في أوروبا خلال العامين الماضيين.
الإنجليزي الشاب يدخل الكلاسيكو بنَفَس القائد، بعدما أثبت أنه ليس مجرد صانع لعب، بل هدّافٌ حاسم يعرف طريق المرمى في اللحظات الكبيرة، بينما يسعى بيدري لإعادة الهيمنة الكتالونية على وسط الميدان بعد سلسلة من الإصابات التي حدّت من ظهوره في الموسم الماضي.

إنها مواجهة بين العقل والاندفاع، بين الهدوء الإسباني والشغف الإنجليزي، وقد تكون هي مفتاح الحسم الحقيقي في كلاسيكو الأحد. فحين ينجح أحدهما في فرض إيقاعه على الآخر، ستتغيّر ملامح المباراة كلها، لأن كل هجمة تمر من أقدامهما تحمل في طياتها وعدًا بالاختلاف.

برشلونة من جهته، يعيش أجواء مختلفة. فالفريق الذي يقوده الألماني هانزي فليك يشهد بدوره بروز مجموعة من الأسماء الجديدة التي تبحث عن مكانها في التاريخ. ويأتي في المقدمة النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، الذي انضم هذا الصيف من مانشستر يونايتد، وبدأ سريعًا في التأقلم مع أسلوب فليك. الكلاسيكو بالنسبة لراشفورد هو أكثر من اختبار فني، إنه فرصة لتأكيد عودته إلى الواجهة العالمية أمام جماهير البرنابيو التي تنتظر منه الكثير.

كما يترقب عشاق برشلونة ظهور الجناح السويدي روني بردغجي صاحب الأصول السورية، والذي رغم قلة مشاركاته حتى الآن، أظهر لمحات فنية واعدة جعلت فليك يحتفظ به كورقة هجومية بديلة قد تغيّر إيقاع اللقاء إذا أُتيحت له فرصة المشاركة.

وبين خبرة الأسماء الكبيرة وطموح الجيل الجديد، يبدو أن الكلاسيكو المقبل سيكون أكثر من مجرد مواجهة بين غريمين تقليديين، بل لقاء أجيال تتسلم فيه المواهب الشابة راية الصراع التاريخي بين برشلونة وريال مدريد. فهل يكتب أحد هذه الوجوه الشابة فصلاً جديدًا في الرواية التي لم تنتهِ منذ أكثر من قرن؟ أم أن التجربة ستبقى ملكًا للمخضرمين؟

كل الإجابات ستأتي من العشب الأخضر في مدريد… حيث لا مكان للرهبة، ولا صوت يعلو على صوت الكلاسيكو.








طباعة
  • المشاهدات: 9703
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-10-2025 11:00 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم