سرايا - ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، الجمعة، أن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، طالب خلال اجتماع لمجلس وزراء الاحتلال الصهيوني بإطلاق النار على أي طفل فلسطيني يقترب من الخط الأصفر في قطاع غزة.

وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا الطلب جاء في سياق مناقشة الإجراءات الأمنية المشددة عند حدود القطاع، حيث يفترض أن يشكل "الخط الأصفر" الحد الأمني الذي يحذر الجيش عند تجاوزه.

أثارت هذه التصريحات استنكارا واسعا على المستوى الفلسطيني والدولي، حيث اعتبرها مسؤولون وناشطون انتهاكا صارخا لحقوق الأطفال وانتهاكا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين القاصرين أثناء النزاعات المسلحة.

وأكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية أن هذه الدعوات تزيد من حدة التوتر وتصعد من المخاطر التي يواجهها الأطفال على طول الحدود، داعية المجتمع الدولي للتحرك الفوري لحمايتهم.

السياق الأمني عند "الخط الأصفر" يشار إلى أن "الخط الأصفر" يمثل المنطقة الواقعة على مقربة من السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة، والتي يراقبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بدقة.

وتتمركز دوريات عسكرية إسرائيلية على طول السياج، مع استخدام كاميرات مراقبة وتقنيات كشف الحركة، بهدف منع أي محاولات اختراق أو تحركات فلسطينية قرب الحدود.

وأوضح خبراء عسكريون أن تعليمات إطلاق النار الموجهة للأطفال تشكل تصعيدا غير مسبوق في سياسة جيش الاحتلال وتفتح الباب أمام انتقادات قانونية وأخلاقية واسعة.

التحذيرات الحقوقية الدولية طالبت منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش و يونيسف بتحقيق عاجل في تصريحات بن غفير، محذرة من أن مثل هذه السياسات قد تعتبر جرائم حرب إذا تم تنفيذها ضد الأطفال.

وأشار خبراء القانون الدولي إلى أن أي أمر رسمي يقضي باستهداف المدنيين القاصرين يعد انتهاكا صريحا للاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف.

انعكاسات سياسية محتملة تأتي هذه التصريحات في وقت حساس على صعيد العلاقات الفلسطينية و كيان الاحتلال بعد موجة تصعيد مستمرة على حدود غزة، والتي شهدت اشتباكات بين جيش الاحتلال والمقاومين الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية.

وحذر مراقبون من أن هذه الدعوات قد تزيد من حدة الاحتقان الشعبي وتؤثر على الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف التصعيد، بينما يتوقع أن تستخدم الأطراف الفلسطينية والدولية هذا التصريح لتسليط الضوء على سياسة الاحتلال تجاه الأطفال في النزاعات.