سرايا - أفاد بحث جديد من جامعة كاليفورنيا بأن "الأفراد الذين يتمتعون بلياقة بدنية قد يكونون أفضل استعداداً للتعامل مع الآثار السلبية للجفاف".

الأكثر لياقة بدنية قد يكونون أكثر قدرة على الحفاظ على الأداء مع الجفاف الخفيف

وقال ثيودور غارلاند، المشرف على فريق البحث: "لللياقة البدنية فوائد معروفة كثيرة، لكن هذا البحث يسلّط الضوء على فائدة ربما لم يدركها الناس. إن التمتع بلياقة بدنية جيدة قد يساعد الجسم والدماغ على التكيّف بشكل أفضل مع تحديات الجفاف".

وفي دراسة أُجريت على فئران مهجّنة انتقائياً "عالية الجري"، وجد العلماء أن الحيوانات الأكثر لياقةً زادت من نشاطها في الجري الطوعي عند حرمانها من الماء، وهو اكتشاف قد يكون له آثار على أداء الإنسان وصحته في ظل الضغوط البيئية.

الحرمان من الماء
ووفق "مديكال إكسبريس"، درس الباحثون كيفية تأثير الحرمان من الماء لمدة 24 ساعة على سلوك الجري الطوعي على العجلات وكتلة الجسم لدى فئران التجارب.

ولزيادة فرصة ملاحظة التأثيرات، استخدمت الدراسة فئراناً من سلالات عالية الجري، والتي تركض أكثر بـ 3 مرات تقريباً من فئران المجموعة الضابطة.



التجربة
وفي التجارب، ركضت فئران من كلتا السلالتين عالية الجري وخفيفة الجري على عجلات لمدة 6 أيام. وفي اليوم الـ 7، منع الباحثون نصف الفئران من الماء لمدة 24 ساعة. أما النصف الآخر، فقد أُتيحت له إمكانية الوصول إلى الماء بحرية.

وقال غارلاند: "ما وجدناه كان مفاجئاً، ركضت الفئران عالية الجري لمسافات أطول وبسرعة أكبر عندما لم يكن لديها إمكانية الوصول إلى الماء، وفي بعض الحالات، لفترات أطول".

وعلى الرغم من فقدان وزن الجسم - وهو علامة على الجفاف - ازدادت مستويات نشاطها.

وعادةً ما يرتبط الجفاف بالتعب وقلة النشاط. لكن كان من اللافت للنظر رؤية هذه الفئران تزيد من جريها في تلك الحالة.

تفسير الاستجابة النشطة للجفاف
واقترح الفريق تفسيراً محتملًا: ظاهرة سلوكية تُعرف باسم استبدال المكافأة.



وفي هذه النظرية، تستبدل الفئران المكافأة التي تحصل عليها عادةً من شرب الماء (دافع بيولوجي أساسي) بالمكافأة التي تحصل عليها من الجري (والتي قد تكون أيضاً دافعاً بيولوجياً).

الجري يمنح مكافأة
وقال غارلاند: "إذا تم الاستغناء عن نشاط مُجزٍ، مثل شرب الماء، فقد يُعوّض الدماغ ذلك بزيادة سلوك مُجزٍ آخر، مثل الجري". وقد "تمكّنت الفئران من سلالات عالية الجري من القيام بذلك بفضل لياقتها البدنية العالية، مقارنةً بالفئران العادية".

ويعتقد غارلاند أن هذه النتائج قد تحمل آثاراً على البشر، لا سيما في عالم مرتفع الحرارة.

وقال: "مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتناقص توافر المياه، أصبح الجفاف تحدياً أكثر شيوعاً. وتشير بياناتنا إلى أن الأفراد الأكثر لياقة بدنية قد يكونون أكثر قدرة على الحفاظ على الأداء، حتى مع إصابتهم بجفاف خفيف".