سرايا - أشعلت واقعة انتحار طالب في ولاية كيرالا الهندية غضباً واسعاً، بعدما تبيّن أنه تعرض لضغوط وتهديدات من معلميه على خلفية منشور عبر تطبيق "إنستغرام" تضمّن ألفاظاً نابية، ما أدى إلى تعليق عمل معلمين اثنين وفتح تحقيق رسمي في الحادثة.

ووقعت الحادثة في منطقة بالاكّاد (Palakkad)، حيث توفي الطالب بعد عودته إلى منزله من المدرسة يوم الثلاثاء.

ووفقاً لعائلته، فقد كان الطالب في حالة اضطراب شديد عقب استجوابه وتهديده من قبل معلميه بإبلاغ الشرطة عنه ورفع قضية "جريمة إلكترونية" بسبب المنشور المشار إليه.

وقالت أسرة الطالب في تصريحات إعلامية إن ابنهم لم يكن صاحب المنشور الأصلي، بل قام فقط بإعادة نشره من زميل آخر، موضحة أن الخلاف بدأ يوم الجمعة بين أربعة طلاب بعد أن تضمن المنشور إساءة لأحد أولياء الأمور.


وأضاف عمّ الطالب أن أحد أولياء الأمور قدّم شكوى للمدرسة يوم الاثنين، وتمت تسوية الأمر بحضور المعلمين، لكن في اليوم التالي، وبعد عودة المعلمة المسؤولة ومديرة المدرسة اللتين كانتا غائبتين، أعيد فتح الموضوع مجدداً.

حينها استدعت المعلمة الطلاب الأربعة ووجّهت تهديداً مباشراً للطالب المتوفى، قائلة إن القضية ستحال إلى الشرطة وسيُسجّل ضده بلاغ في قسم الجرائم الإلكترونية، فعاد إلى المنزل مرتبكاً وخائفاً، ودخل غرفته وهو لا يزال مرتدياً زيه المدرسي، ثم أنهى حياته.

وزعمت الأسرة أيضاً أن الطالب تعرض "لمعاملة قاسية جسدياً ونفسياً من قِبل معلمته داخل غرفة مكتبها"، لكن تقرير الطب الشرعي لم يثبت وجود أي آثار للتعذيب أو الاعتداء البدني.

وعقب الحادثة، نظّم مئات من طلاب المدرسة، التي تتبع لإدارة خاصة، تظاهرات احتجاجية يوم الخميس، مطالبين بمحاسبة المعلمين المسؤولين.


ورداً على ذلك، أعلنت إدارة التعليم في الولاية إيقاف معلمة الصف ومديرة المدرسة عن العمل مؤقتاً، إلى حين انتهاء التحقيق الذي أمرت بفتحه.

وقال ضابط مركز الشرطة المحلي إن قضية "وفاة غير طبيعية" قد سُجّلت، مؤكداً أن السلطات تحقق حالياً في مدى مسؤولية المعلمين عن التحريض على الانتحار، مضيفاً أن التحقيقات لم تُظهر أي علامات على تعذيب جسدي، وسيتم الاستماع إلى إفادات المعلمين والطلاب خلال الأيام المقبلة.