سرايا - أصدر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد نزال، توضيحًا بشأن تصريحات نُسبت إليه ونشرتها وكالة "رويترز"، مؤكدًا أن المقابلة التي أجريت معه حملت عناوين "مجتزأة ومثيرة"، لا تعكس بدقة ما ورد فيها.

وقال نزال، في تصريح صحفي، اليوم السبت، إن المقابلة أُجريت معه يوم الأربعاء 15 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وكانت مطوّلة وباللغتين العربية والإنجليزية، وتناولت عدة قضايا تُثار إعلاميًا، من بينها نزع السلاح، ونشر قوات دولية في قطاع غزة.

وأوضح أن ما ورد في المقابلة بشأن هذه القضايا لا يعكس موقفًا نهائيًا للحركة، مشيرًا إلى أنها "مطروحة في وسائل الإعلام ولم تُناقش حتى الآن على طاولة المفاوضات"، وأن "حماس" سبق أن أكدت في ردها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن هذه الملفات تُعد شؤونًا وطنية عامة، ولا يمكن اتخاذ موقف منها دون معرفة تفاصيلها الدقيقة، ومناقشتها في مرحلة لاحقة ضمن توافق وطني مشترك.

وأضاف نزال أن الحركة تدرس حاليًا، عبر مؤسساتها القيادية، موقفها من مختلف القضايا المطروحة، وستجري مشاورات مع حلفائها في الساحة الفلسطينية، ومع الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا حرصه على عدم استباق تلك المشاورات بإعطاء مواقف مسبقة.

وأصدرت قناة "تبيّن" التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، توضيحا، قالت فيه: "إن بعض وسائل الإعلام نشرت تصريحات لعضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال، مجتزأة من سياقها، وبما يخلّ بمعناها ومقصودها الحقيقي، ما أدى إلى تفسيرات غير دقيقة وتداولات لا تعكس حقيقة الموقف".

ودعت "تبيّن وسائل الإعلام كافة إلى التحلّي بالدقة والموضوعية، وتوخّي الأمانة في نقل الأخبار، والرجوع إلى الموقع الرسمي لحركة حماس والمصادر الرسمية فيما يخص مواقفها وتوجهاتها، تفاديًا لأي التباس أو تشويه متعمد.

ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 9 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، عن التوصل إلى اتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة جرت في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.

وبموجب الاتفاق، أطلقت "حماس" يوم الاثنين (13 تشرين الأول/أكتوبر) سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، فيما تشير تقديرات إسرائيلية إلى وجود جثامين 28 أسيرًا آخرين، تسلّمت منهم أربعة حتى الآن.

وستشمل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تلي المرحلة الأولى التي تركز على تسليم الأسرى بين الطرفين، البدء في تشكيل "لجنة الإسناد المجتمعي" التي ستتولى تسيير الأمور في قطاع غزة ومتابعة تدفق المساعدات ومشاريع إعادة الإعمار.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شهد قطاع غزة حربًا مدمرة شنّتها قوات الاحتلال بدعم أمريكي وأوروبي، ارتُكبت خلالها جرائم إبادة جماعية شملت القتل والتجويع والتهجير والتدمير، في تجاهل صارخ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وقد أسفرت الحرب عن أكثر من 238 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع، حتى باتت خارطة غزة تُرسم بالأنقاض.