حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,20 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 7911

د. حسين سالم السرحان يكتب: نذير عبيدات في الميزان الوطني فالجامعة لا تُقاس بمشاجرة .. بل بقيادتها وإنجازها

د. حسين سالم السرحان يكتب: نذير عبيدات في الميزان الوطني فالجامعة لا تُقاس بمشاجرة .. بل بقيادتها وإنجازها

د. حسين سالم السرحان يكتب: نذير عبيدات في الميزان الوطني فالجامعة لا تُقاس بمشاجرة ..  بل بقيادتها وإنجازها

18-10-2025 09:36 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. حسين سالم السرحان

لمن لا يعلم… لم يعد في العمر متسع للبحث عن فرصة داخل الوطن، خاصة في وظيفة أكاديمية. فمن حصل على الدكتوراه بعدي – منذ ديسمبر 1996، عام تخرجي – باتوا اليوم أساتذة ورؤساء جامعات في مواقع متقدمة. لذلك، أكتب الآن بمنتهى التحرر من الأنا، والموقع، والمنصب. يكفيني أنني ما زلت طالبًا في الصفوف الأولى للمعرفة والثقافة والوعي، وما زلت مؤمنًا بقدرة الإنسان على التعلم والتغيير نحو الأفضل في كل مراحل العمر.

مرّ أمامي كثير من أصحاب النفوذ والفرص، وأشهد الله أنني لم أُفتن يومًا بأحد منهم، ولا جاملتهم، إيمانًا مني أن القناعة أغلى ما يملكه الإنسان، وأعزّ ما يركن إليه.

سأكتب هنا عن الطبيب الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، رغم علمي بما يُقال حوله من كلام يتكرر دائمًا عند الحديث عن المسؤولين. فالبشر بطبعهم يختزلون الأشخاص في سلبياتهم، ويغفلون عن إيجابياتهم.

كان الدكتور عبيدات يومًا وزيرًا للصحة، وواجه أزمة حقيقية بشجاعة، عندما وقعت مأساة في أحد المستشفيات نتيجة تقصير إداري. لم يُنكر، لم يتهرب، بل تحمّل المسؤولية كاملة، واستقال بهدوء وشرف.

ثم جاء إلى الجامعة الأردنية، ليقود سفينة صعبة وسط أمواج عالية، فنجح مع فريقه في مواصلة مسيرة الإنجاز التي بنتها الجامعة عبر عقود. وأصبحت “الأردنية”، رغم التحديات، نموذجًا وطنيًا وأكاديميًا يُحتذى به.

الرئيس الطبيب نذير عبيدات اختار طاقمه بعناية، فضمّ في إدارته نوابًا ومساعدين وعمداء من مختلف مكونات المجتمع الأردني، رجالاً ونساء، ومن النخبة الأكاديمية الرفيعة. أعلم يقينًا أن بعضًا ممن يُحسبون على “خاصة” الرئيس، لم يُعيّنهم هو، بينما قام غيره بتعيين أقربائه دون خجل أو اعتبار للمعايير الأكاديمية.

ما يدعوني للكتابة اليوم هو ما شهدناه في الأيام الأخيرة، من محاولات موجهة لتحميل رئيس الجامعة الأردنية مسؤولية ما وقع من عنف طلابي وشغب داخل الحرم الجامعي. والحقيقة أن هذه مسؤولية أدبية – نعم – لكنها ليست مسؤولية حصرية أو مباشرة.

هؤلاء الطلبة هم خريجو مدارس المملكة، تربّوا حتى سنّ الشباب في بيوت وأسر مختلفة، جاءوا للجامعة كبارًا، والمفترض أنهم ناضجون. كثير منهم قُبل باستثناءات ومكرمات وبعثات من جهات متعددة، وبعضهم على نفقته الخاصة. فكيف يُحمَّل رئيس الجامعة وحده وزر سلوكهم المنحرف، وقد دخلوا الحرم الجامعي محمّلين بثقافة لا تنتمي للعلم؟

فليس من العدل أبدًا أن يُختصر صرح أكاديمي عريق كالجامعة الأردنية في مشهد فوضى عابر، أو أن يُحمّل رئيسها أوزار أزمة أخلاقية ومجتمعية تتجاوز الجامعة بكثير.

الأستاذ الدكتور نذير عبيدات، بما يمثله من قيمة علمية ووطنية، لا يُمكن اختزاله في رد فعل على مشاجرة، ولا تحميله تبعات ما تراكم من ضعف في التربية، وتقصير في التنشئة، وسلبية في الخطاب العام.

قالها الدكتور عبيدات بوضوح وصدق: “الأسباب سخيفة، ولا تمثل 51 ألف طالب”. وهذه ليست محاولة للتبرير، بل توصيف واقعي وإنساني لظاهرة تعكس ما يجري في المجتمع، أكثر مما تعكس فشلًا في الإدارة الجامعية.

فالجامعة مرآة للمجتمع، وليست بمعزل عنه. وإذا انفلت السلوك، فالسبب في ثقافة تُغذي العنف، وتُعلي من شأن العصبية، وتُضعف هيبة القانون، وتُقصي العقل عن المشهد.

من السهل دائمًا توجيه اللوم للإدارة، ومن المريح تعليق المسؤولية على القيادة الأكاديمية، لكن من المنصف أن نتذكر أن الجامعة الأردنية، تحت قيادة الدكتور نذير عبيدات، تواصل التقدم العلمي وتُحقق اعترافًا دوليًا نادرًا.

هل يعلم المنتقدون أن 30% من خريجي كلية الطب في الجامعة تم قبولهم للعمل والتخصص في الولايات المتحدة؟ هذه نسبة لا تتحقق مصادفة، ولا تأتي من فراغ، ولا يمكن أن تكون ثمرة مؤسسة فاشلة.

لكن بعض الإعلام، ومعه جوقة من الأصوات السطحية، يهوى تضخيم صورة العنف، لأنها تثير وتُشعل التفاعل. أما الإنجازات، فلا تجد لها تغطية تليق بها. من جوائز علمية، إلى أبحاث منشورة، إلى برامج أكاديمية متقدمة، إلى استقطاب عالمي لخريجي الجامعة.

من يُنكر كل هذا بسبب مشاجرة، فإنه يُسيء للمنطق، ويظلم المؤسسة، ويغتال العدالة في التقييم.

الدكتور نذير عبيدات لا يتحمل مسؤولية طالب لم تُحسن أسرته تربيته، ولا عقل لم يميز بين الحوار والعدوان. هو مسؤول عن إدارة أكاديمية متوازنة، وعن بيئة علمية تضم أكثر من 51 ألف شاب وشابة، يعملون بكل جد لبناء مستقبل مشرق.

وفي الوقت الذي تُنافس فيه الجامعة الأردنية على مراتب متقدمة عالميًا، وتُفتح لأبنائها أبواب أرقى الجامعات والمستشفيات حول العالم، علينا أن نكون سندًا للمنجز لا معولًا للهدم.

نحتاج اليوم إلى تذكير أنفسنا بالحقيقة الأساسية:

الجامعة ليست مسؤولة عمّن يرفع العصا، بل عن من يرفع الفكر.

أما أولئك الذين اختاروا العنف، فهم نتاج خلل في منظومة التربية، يبدأ في البيت، ويُكرّس في الشارع، ويُغذى في مؤسسات لا تربي ولا تحاسب.

الدكتور نذير عبيدات لا يُبرر، بل يُواجه. لا يهرب، بل يتحمل. ومن يُنكر ذلك، فليقرأ أرقام الجامعة، لا صدى العناوين.

تحية للجامعة الأردنية رئيسًا وقيادات اكاديمية ولا يضيرهم صوت هنا او هناك وعلى كافة الجهات تحمل مسؤولياتها الوطنية مع الجامعة لتربية أبنائها قبل التحاقهم بالجامعة
والله الموفق








طباعة
  • المشاهدات: 7911
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-10-2025 09:36 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم