13-10-2025 04:15 PM
بقلم : محمد حسين فريحات
ليوم توج المقاومون وقف إطلاق النار في غزة، ودخل حيز التنفيذ بعد بث المشككون بذور الجبن والتواطئ والخذلان، لكن المقاومة أصرت على الصمود بصمود شعبها، وبدعم اح
رار العالم من شعوب لم ترتضي الاجرام المروع من إبادة جماعية والتجويع والتهجير في حين ان بعض ابناء جلدتنا اصر على التواطئ والخذلان.
نرى اليوم حشود الغزيون يتوجهون الى مدنهم وقراهم المدمرة لإعادة الامل لها، وبث بذور المقاومة دفاعا عن فلسطين امام الكيان العنصري الهمجي، وآلته العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية الشريكة.
نحجت المقاومة بفرض شروطها والثبات على الموقف، رغم الضغوط الاقليمية والدولية عليها، لتسليم سلاحها بخطوة كانت ستؤدي الى تسليم قطاع غزة ودخول قوات اجنبية بقيادة ترامب بما يسمى (مجلس السلام) واعادة احتلالها سلميا، بعد أن عجزت آلة الكيان المدججة باحدث التقنيات الإلكترونية، والاسلحة الفتاكة من تحقيق هذا الهدف، ويبدو ان الرئيس الأمريكي أراد بذلك خدمة نفسه أمام جائزة نوبل للسلام، وخدمة الكيان الغاصب باستسلام حماس محققا بذلك رغبة الاحتلال بأنهاء هذه الحرب لصالحهم، لكن... (تجري الرياح بما لا تشتهي السفن).
تؤكد المقاومة على تنفيذ وقف اطلاق النار، وانسحاب الاحتلال بشكل دائم، لتحقيق وقف للابادة الجماعية، وادخال المساعدات الإنسانية للمدنيين تحقيقا لوقف المجاعة الممنهجة، وإطلاق سراح الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، وتؤكد المقاومة مكانتها كقوة موجودة على ارض الواقع لا يمكن تجاوزها في أي ترتيبات مستقبلية في قطاع غزة، وتستعد لتسليم حكم القطاع لحكومة تكنوقراط من الفلسطنيين انفسهم، وترفض أي تدخل أجنبي بحكم القطاع.
وجاء هذا الإتفاق الشامل ثمرة ثبات غزة بشعبها ومقاومتها، وبحسب مراقبون اعتبر نجاحا للمقاومة بفرض مطالبها (وقف دائم لاطلاق النار، وانسحاب كامل) وفرض معادلة الوجود وليس القبول بمعادلة الاستسلام، والوصول الى سلام دائم واعمار لغزة.
ويعلم الجميع ان ما تم من اتفاق تحقق بدماء وتضحيات الشعب الفلسطني والغزي ومقاومته الباسلة، والاتفاقيات المبرمة مع الكيان طوال عشرات السنوات لم تحقق اي هدف يسعى اليه الفلسطنيين والعرب في حل الصراع مع العدو الصهيوني النازي.
ورغم الاعلان عن وقف اطلاق النار في غزة، الا ان الصفة الغالبة في هذا الكيان هي: عدم الالتزام بالاتفاقات ولا يربطه عهد ووعد، لذا يجب التأكيد على وجود ضمانات دولية وعربية لعدم انهيار الاتفاق، والامثلة على انتهاك اسرائيل للاتفاقيات كثيرة واخرها اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان والذي خرقه الكيان مئات المرات بدون رادع.
نقول لكل لاحرار العالم ان عزة بأهلها، ومقاومتها، وبامكاناتها القليلة والمتواضعة صمدت صمود الجبال، وثبتت في وجه الكيان العنصري النازي، والضغوطات الدولية والاقليمية، وحققت نصرا على الاعداء، متمسكة بارضها حفاظا على هويتها، رافضة للجهجير القسري الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه لحلم اسرائيل الكبرى.
ورسالة أخيرة الى الحانقين والمشككين، والناعقين، وأصحاب الأجندات الخارجية، غزة باقية ما بقي آخر غزي فيها، ومقبرة للاعداء، والمقاومة مستمرة، والاحتلال الى زوال.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-10-2025 04:15 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |