حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,14 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6670

موفق ابودلبوح يكتب: وطن بحجم العالم .. الأردن في ظل القيادة الهاشمية

موفق ابودلبوح يكتب: وطن بحجم العالم .. الأردن في ظل القيادة الهاشمية

موفق ابودلبوح يكتب: وطن بحجم العالم  ..  الأردن في ظل القيادة الهاشمية

13-10-2025 03:56 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : موفق عبدالحليم ابودلبوح
في عالمٍ تتلاطم فيه أمواج السياسة، وتضطرب فيه الموازين، وتتيه فيه البوصلة الأخلاقية، يظلّ الأردن واحةً للثبات، وصوتًا عاقلاً وسط الضجيج، ومركزًا إنسانيًا في زمن المصلحة والاصطفاف إنه الوطن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، العميق بجذوره، والعالي بقامته...إنه الأردن، وطنٌ بحجم العالم، وقائدٌ بحجم الضمير.
فمنذ أن اعتلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين عرش المملكة، حمل لواء الأردن بقلبٍ عروبيّ، وعقلٍ استراتيجيّ، وروحٍ إنسانية، فكان صوت المظلوم، وحامي المقدسات، وباني الدولة الحديثة لم تكن قيادته مجرد ممارسة للسلطة، بل كانت مشروعًا أخلاقيًا، يرتكز على ثوابت راسخة: العدل، الكرامة، والإنسان أولاً ففي كل خطوة، وفي كل محفل، وفي كل خطاب، يظهر الملك بوصفه ضميرًا حيًّا للأمة، ينطق بلغة الحق، ويزن المواقف بميزان الحكمة، ويغلب المصلحة العامة على كل اعتبارات آنية أو شخصية.
الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس ليست شعارًا سياسيًا، بل عهدٌ تاريخيّ يحمله جلالة الملك في قلبه، ويمارسه في كل ميادين السياسة والدبلوماسية كواجب مقدس وحين تُذكر القدس في المؤتمرات العالمية، يُذكر معها موقف الأردن، ويُذكر معها صمود جلالة الملك، الذي قال ذات يوم: " القدس خط أحمر... ولن نقبل بأي مساس بها " ففي زمن تُشتَرى فيه المواقف وتُباع، ظل الأردن، بقيادته، صوتًا ثابتًا في نصرة فلسطين، مدافعًا عن حق شعبها، وصامدًا في وجه الضغوط، رافعًا راية الحق، لا مساومة ولا تفريط.
حين تقسو الجغرافيا على الناس، يكون الأردن الحضن فتح أبوابه للمضطهدين من فلسطين والعراق وسوريا، ولم يسألهم من أين جاؤوا، بل سألهم عمّا يحتاجون استقبلهم كأبناء، ووفّر لهم الأمن، والتعليم، والعلاج، والكرامة، رغم ضيق موارده، واتساع همومه وفي كل منبر دولي، يقف جلالة الملك ليقول للعالم:
"لسنا الأغنى، لكننا الأصدق في إنسانيتنا."
في زمن الاصطفافات الحادة والتحالفات المتقلبة، حافظ الأردن على اتزانه، وعلى مكانته كوسيط موثوق، بفضل سياسة خارجية يقودها جلالة الملك بحنكة وواقعية لا ينجرف وراء الخطابات الرنانة، ولا يميل مع كل ريح، بل يرسم خارطة تحركه من بوصلة واحدة: مصلحة الأمة، وكرامة الإنسان، وسلام الشعوب حيث أصبح خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة سنويًا، محطة ينتظرها العالم ليستمع إلى صوتٍ مختلف: صوت لا يصرخ... بل يُقنع ولا يُحرض... بل يُلهم، ولا يُصعّد... بل يبني.
جلالة الملك لا يكتفي بأن يكون حاضرًا في الملفات الإقليمية، بل يحمل همّ الإصلاح الداخلي كقضية يومية يوجّه الحكومات، يلتقي بالشباب، يناقش مستقبل التعليم، يدفع نحو تطوير الاقتصاد، ويحرص على تحديث البنية التشريعية والسياسية للمملكة فمشروعه الإصلاحي لا يُبنى على الانفعال، بل على التدرج، والاستدامة، والشراكة مع الشعب ولذلك جاءت مبادرات تحديث المنظومة السياسية، وتوسيع المشاركة الشعبية، وتمكين المرأة والشباب، كترجمة لرؤية ملك لا يفكر فقط في الحاضر، بل يصنع المستقبل.
ما يجعل الأردن "وطنًا بحجم العالم" ليس عدد سكانه، ولا حجم اقتصاده، بل قوة موقفه، ونبل مقصده، ووضوح بوصلته وفي قلب كل ذلك، تقف شخصية جلالة الملك عبد الله الثاني، كقائدٍ يتقدم الصفوف لا بالكلمات، بل بالمواقف فمن قضايا الأمة، إلى شؤون اللاجئين، إلى مكافحة التطرف، إلى الحوار بين الأديان، إلى حماية الأرض والإنسان...
الأردن ليس متفرجًا، بل فاعلٌ ومبادر، بقيادة ترى أن الدور لا يُمنح، بل يُنتزع بالفعل والمبدأ والموقف.
الأردن وطنٌ بحجم العالم، لأن فيه قائدًا بحجم الرسالة جلالة الملك عبد الله الثاني لم يكن يومًا صدىً لأحد، بل كان صوتًا مستقلاً، حكيمًا، واضحًا وفي زمنٍ قلّ فيه العقل، وتراجع فيه الثبات، كان هو الرمز، والسند، والرؤية.

نعم،
الأردن صغيرٌ في مساحته،
لكنه كبيرٌ في ضميره،
وفي قائده،
وفي رسالته...
وطنٌ بحجم العالم.
موفق عبدالحليم ابودلبوح











طباعة
  • المشاهدات: 6670
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-10-2025 03:56 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنجح "إسرائيل" بنزع سلاح حماس كما توعد نتنياهو رغم اتفاق وقف الحرب بغزة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم