11-10-2025 12:22 PM
بقلم : الإعلامية ليندا المواجدة
لا يقلّ الدور السياسي أهمية عن الدور العسكري فبينما يُعبّر العسكري عن موقفه في ميادين المواجهة يخاطب السياسي العقل والضمير الإنساني ويسعى إلى لفت انتباه العالم لما يجري بحق الإنسانية في قطاع غزة.
تبنّى جلالة الملك عبدالله الثاني هذا الدور الكبير، موجّهًا بوصلة السياسة الأردنية الخارجية نحو إظهار الحقائق حول ما يجري من إبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واضعًا على عاتق السياسة الأردنية الهاشمية مهمة كشف حقيقة ما يدور حاليًا من انتهاكات لحقوق الإنسان من قتل وإبادة وتجويع وحرمان المدنيين من أبسط مقومات الحياة، كالماء والغذاء والدواء.
ولم يكتفِ جلالة الملك بذلك بل عمل بالتنسيق مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول العربية والأصدقاء الدوليين على تنظيم وتنفيذ عمليات الإنزال الجوي الإنساني إلى داخل القطاع من أجل إيصال المساعدات الغذائية ودعم صمود الفلسطينيين على أرضهم، ورفضًا للطروحات الإسرائيلية التي تسعى إلى تهجيرهم من وطنهم.
كما عمل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، على إرسال العديد من المستشفيات الميدانية والمراكز الصحية إلى قطاع غزة رغم صعوبة الأوضاع الأمنية.، وقد كان لهذا الدعم الملكي أثرٌ كبير في إيصال الرسالة إلى العالم، ودفعه لتحمّل مسؤولياته الإنسانية، والضغط على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة للتوقف عن ممارساتها الوحشية في حرب الإبادة الدائرة في الأراضي الفلسطينية.
واستطاع جلالة الملك أن يلفت أنظار قادة العالم إلى حقيقة ما يجري، من خلال نقله الصورة الواقعية والواضحة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، بهدف تحفيز المجتمع الدولي على العمل لوقف الحرب وإعادة الحياة إلى القطاع.
كما كان لجلالته حضورٌ مؤثر في المحافل والمنابر الدولية حيث ساهم بشكل كبير في توجيه القرار الدولي نحو الدعوة لوقف العدوان واستعادة الحياة الطبيعية للسكان.
وكان للقاء جلالة الملك مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثرٌ مهم في دفع الإدارة الأميركية نحو الوقوف على حقيقة الوضع في غزة، والعمل من أجل إنهاء الحرب الطاحنة التي تهدد بانزلاق المنطقة والإقليم والعالم إلى حرب شاملة.
ويُعد هذا الدور الملكي سببًا رئيسيًا في خلق بيئة عالمية واسعة تسعى نحو السلام، واستعادة الحقوق والحياة لأهل غزة والشعب الفلسطيني.
كما تجلى التأثير الإنساني والسياسي لجلالة الملك في موقفه الواضح تجاه المجتمع الإسرائيلي، ودعوته إلى تحمّل مسؤوليته في وقف حرب حكومته اليمينية المتطرفة وما تتركه من انعكاسات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم. وقد أسهم ذلك في خلق رأي عام غربي ضاغط أجبر العديد من الحكومات على الدفع باتجاه وقف الإبادة ورفع الحصار والتجويع عن غزة.
ومن هنا، لا نغفل الدور الملكي الثابت في تحذير الحكومة الإسرائيلية من المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية التي تحظى بالرعاية الهاشمية، ورفض سياسة التقسيم الزماني والمكاني للمقدسات، وهو ما يؤكد تمسك الأردن بموقفه التاريخي والشرعي في حماية القدس والمقدسات.
هذا الدور البناء لجلالة الملك والسياسة الأردنية الخارجية أسهم في دفع الإدارة الأميركية إلى اتخاذ خطوات نحو وقف الحرب، والتي تمثلت في خطة الرئيس الأميركي ترمب الرامية إلى إنهاء العدوان. ونأمل أن تُؤتي هذه الجهود ثمارها من خلال إلزام حكومة نتنياهو بوقف العبث والمراوغة، وهو ما يتطلب حذرًا ومتابعة دولية حثيثة لإتمام تلك المساعي الهادفة إلى استعادة الحياة في قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وضمان عدم العودة للحرب.
إن هذا الجهد الملكي المتواصل يُجسّد التزام الأردن الراسخ برسالته الهاشمية ودوره الإنساني، في الدفاع عن الحق، ونصرة المظلومين، واستعادة الحياة لأهل غزة
شكرًا لجلالة الملك عبدالله الثاني وشكرًا للأردن على ما قُدِّم خلال العامين الماضيين من مواقف مشرّفة وجهودٍ مخلصة في نصرة الحق الفلسطيني.
لقد كانت فلسطين، والأردن، وسائر دول العالم شاهدة على الحضور الأردني الفاعل والموقف الهاشمي الثابت الذي نعتز به دوماً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-10-2025 12:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |