حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,11 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 15087

"خطة خداع مصرية أربكت المخابرات الإسرائيلية" .. الجزء الثاني من ملاك الكذب الخطير

"خطة خداع مصرية أربكت المخابرات الإسرائيلية" .. الجزء الثاني من ملاك الكذب الخطير

"خطة خداع مصرية أربكت المخابرات الإسرائيلية" ..  الجزء الثاني من ملاك الكذب الخطير

11-10-2025 08:41 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - واصلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية كشف فضيحة فشل جهاز الموساد بسبب رجل المخابرات المصرية الراحل أشرف مروان في خطة الخداع الاستراتيجي التي سبقت حرب أكتوبر 1973.


وتحت عنوان "الجزء الثاني من ملاك الكذب"، شنّت الصحيفة هجومًا لاذعًا في ملحقها الأسبوعي "الأيام السبعة" على الرواية الرسمية التي طالما قدّمت مروان — المعروف بـ"الملاك" — باعتباره جاسوسًا للموساد، مؤكدةً أن الحقيقة المُرة تشير إلى أنه لم يكن عميلاً لإسرائيل على الإطلاق، بل كان رأس حربة خطة الخداع المصرية التي نجحت في إرباك الاستخبارات الإسرائيلية بالكامل.

وأفادت الصحيفة أن آلة التستر داخل الموساد بذلت جهودًا حثيثة طوال 52 عامًا لإخفاء هذا الفشل الذريع، مشيرةً إلى أن أشرف مروان كان في الحقيقة "طعمًا" في خطة ذكية ومحسوبة، "بلعته "إسرائيل" بكل بلاهة".

وأشارت "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن مروان، الذي كان متزوجًا من ابنة الرئيس جمال عبد الناصر وأقرب المقربين إلى خليفته الرئيس أنور السادات، لم يكن يومًا عميلًا للموساد، بل كشفت نتائج التحقيقات أنه كان المحرك الرئيسي في خطة الخداع المصرية التي أوصلت "إسرائيل" إلى حالة من الغفلة التامة قبل الحرب.

وأوضحت الصحيفة أن الموساد، وعلى رأسه رئيسه آنذاك تسيفي زامير، منح مروان ثقة مطلقة، حتى إن معلوماته — رغم دقتها الظاهرية — قادت "إسرائيل" إلى الاستهانة بموعد الحرب الحقيقي. فرغم علم مروان بموعد الهجوم قبل أسابيع، نجح في إقناع الإسرائيليين بأن الحرب قد أُجّلت إلى نهاية عام 1973، بل وأوهمهم بأنه "على الأرجح لن يحدث شيء".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي كبير قوله إن أشرف مروان "جعل "إسرائيل" تنام في تخدير موضعي"، لدرجة أن أي معلومات استخباراتية أخرى لم تُؤخذ بعين الاعتبار إن لم تصدر منه شخصيًّا.

وأكدت أن التواريخ الخاطئة والتقييمات الغامضة التي قدّمها مروان ساهمت بشكل حاسم في عدم تجنيد "إسرائيل" للاحتياط في الوقت المناسب، ما جعلها تكتشف الهجوم المصري بعد فوات الأوان.

وأضافت أن الموساد، حين سمع أن جهاز المخابرات العسكرية "آمان" يحقق في احتمال أن يكون مروان عميلاً مزدوجًا، سارع إلى تشكيل لجنة خاصة خلصت إلى أن "من المستحيل أن تكون العملية كلها خدعة مصرية"، مستندًا إلى زعم بأن قدرات مصر على تنفيذ عملية احتيال معقدة وطويلة الأمد كانت دون هذا المستوى.

لكن الصحيفة كشفت أن شلومو جازيت، رئيس جهاز المخابرات الذي خلف زامير، كان مقتنعًا تمامًا بأن مروان كان طعمًا مصريًّا، وأن "إسرائيل" "بلعته ببلاهة". وبعد نحو عام من حرب أكتوبر 1973، شكّل جازيت لجنة تحقيق سرية للنظر في القضية، لكنها واجهت عراقيل من الموساد نفسه، الذي أنهى تحقيقه الخاص عام 1974، وخلص إلى أن شكوك جازيت "لا أساس لها من الصحة".

واعتبرت "يديعوت أحرونوت" العبرية أن هذه اللحظة كانت نقطة انطلاق لحملة تغطية منهجية هدفها الوحيد: الحفاظ على الرواية القائلة إن الموساد هو الجهاز الاستخباراتي الوحيد الذي لم يفشل خلال حرب أكتوبر، ويعود الفضل في ذلك — كما زُعم — إلى أشرف مروان.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحملة تُوّجت بنشر الموساد كتابًا يمتدح فيه نفسه، وهو نهج لا يزال مستمرًا حتى اليوم، حتى بعد "الصفعة المهينة" التي تلقاها الجهاز جرّاء هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر 2023.

وأضافت أن الصحيفة، قبل نشر الجزء الأول من التحقيق، أرسلت إلى الموساد قائمة مفصلة من الأسئلة، فكان رده: "نجد الانتقادات الواردة في التحقيق حول طريقة تشغيل المصدر وإدارته من قِبل عناصر ليسوا مسؤولين عن التجنيد والعمليات، وربما لم يلتقوا بمصدر استخباراتي في حياتهم، مُحيّرة." أي أن الموساد رفض الاعتراف بأي احتمال لخداعه، معتبرًا أن من يشكّكون في الرواية الرسمية "لا يفهمون شيئًا عن العمل الميداني".

وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيق استند، من بين مصادر أخرى، إلى شهادة "دوبي"، مشغّل مروان لأكثر من 27 عامًا، والحائز على جائزة خاصة من الموساد.

كما أثار التحقيق تساؤلات حول تسيفي زامير نفسه، الذي انضم إلى الموساد قادمًا من الجيش دون خبرة سابقة في تجنيد العملاء، واتُهم باتخاذ قرارات مشكوك فيها في تعامله مع مروان. ورغم أن كتاب الموساد يصوّره كبطل، فإنه يتجاهل هذه الثغرات ويكتفي بتوسيع الرواية المثالية.

وفي المقابل، أكد العقيد احتياط بيساح مالوفني، الذي خدم سنوات طويلة في وحدة 8200 وكان في غرفة عمليات قيادة الاستخبارات قبل وأثناء الحرب، أن "أشرف مروان كان عنصرًا محوريًا في خطة الخداع المصرية".

وكان مالوفني أحد المسؤولين السريين القلائل المطلعين على عملية "مروان"، وشغل لاحقًا مناصب عليا في قيادة الاستخبارات والموساد. وكمؤرخ عسكري، يُعدّ حاليًّا لنشر كتاب شامل عن خطة الخداع المصري-السوري في حرب أكتوبر، يركّز بشكل خاص على دور مروان، ويختم بأن المفاجأة التي حققها المصريون — شرط نجاح الهجوم — كانت بفضل مروان.

وتوصل آفي ليفينا ("فايس")، ضابط المخابرات الذي أُسر خلال الحرب وتحمّل التعذيب، ثم شغل مناصب قيادية في الموساد لأكثر من 25 عامًا، إلى استنتاج مماثل. وخلال تحقيقاته في السنوات الأخيرة، تأكّد أن السادات كلف مروان بمهمة سرية لقيادة الخداع ضد "إسرائيل"، ما مكّنه من شن الحرب بنجاح.

كما كشفت الصحيفة عن شهادة ألبرت سوداي، رئيس القسم السياسي في الفرع المصري بالموساد، الذي قال إنه، في الساعات الأولى من ليلة 5 أكتوبر 1973، حين علم أن زامير في طريقه إلى لندن للقاء مروان، شعر بقلق شديد واتصل فورًا بمساعد زامير، فريدي عيني، محذرًا من أن "مروان قد يكون عميلاً مزدوجًا"، بل وتخوّف من أن يكون الهدف من اللقاء اختطاف زامير.

وفي مقابلة ضمن تحقيق داخلي أجراه قسم الأبحاث في وكالة الاستخبارات في أواخر التسعينيات، قال سوداي: "في 16 سبتمبر، عندما جهّز المصريون غرفة العمليات الخاصة بالسادات بناءً على طلبه، لماذا لم يُنبّه مروان "إسرائيل"؟ ما التفسير المنطقي لصمتِه؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن شهادة سوداي لم تُدرج لا في دراسة الموساد ولا في تقارير "آمان"، وستظل سرية أمام لجنة أغرانات لسنوات قادمة.

وأخيرًا، كشفت "يديعوت أحرونوت" العبرية أن المقر الرئيسي للجهاز رفض وضع أشرف مروان على جهاز كشف الكذب، بسبب معارضة مشغّليه — ومن بينهم رئيس الموساد نفسه — كما لم يُكلَّف بأي مهمة تجريبية، بل فرض شروط تشغيلية صارمة، منها عدم استبدال مشغّله.













طباعة
  • المشاهدات: 15087
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-10-2025 08:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم