حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,9 أكتوبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6501

نوفل يكتب: طوفان الأقصى: ذكرى النصر ومشروع التحرير

نوفل يكتب: طوفان الأقصى: ذكرى النصر ومشروع التحرير

نوفل يكتب: طوفان الأقصى: ذكرى النصر ومشروع التحرير

09-10-2025 08:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الصيدلي عدوان قشمر نوفل
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لمعركة "طوفان الأقصى" التي اندلعت في السابع من أكتوبر عام 2023. لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل كانت زلزالاً سياسياً وعسكرياً وإنسانياً هز أركان المشروع الصهيوني، وأعاد رسم معادلات القوة في المنطقة.

تحطيم الأسطورة

جاء "طوفان الأقصى" من غزة المحاصرة رداً على عقود من الاحتلال والاستيطان والقمع، ليرسم بأحرف من نور دروساً في النصر والثبات. لقد نجحت هذه الملحمة في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، تماماً كما أسقطت حرب 1973 خط بارليف على قناة السويس. فقد اخترق أبطال غزة خط الدفاع الذي حوّل القطاع إلى سجن كبير، وهو أحد أكبر التحصينات في العالم، مستخدمين فيه أحدث الوسائل التكنولوجية.

أثبتت المقاومة قدرتها على ابتكار أساليب قتالية جديدة، وتنفيذ عمليات معقدة، وفرض إرادتها على الأرض. هذا العمل المنظم الخارق، الذي فاجأ الصديق قبل العدو، مثل تحولاً نوعياً من حالة الدفاع إلى الهجوم والتخطيط الاستراتيجي، وهو ما حقق النصر. ولو لحق به حلف المقاومة لتحقق النصر المطلق والتحرير.

الجريمة والصمود

الأكثر مأساوية كان رد الفعل الصهيوني، الذي شنته آلة الحرب بدعم من قوى الاستكبار العالمي. بدأ بالقصف الممنهج للجامعات ودور العبادة والمدارس والمستشفيات، واستهداف المنازل الآمنة وتدمير العمارات على ساكنيها، مع حصار خانق منع الطعام والدواء والماء، مما أدى إلى تشريد الملايين.

رغم كل هذا الإجرام، لم تهتز إرادة الصمود لدى أهل غزة، بل ازدادوا تمسكاً وائتلافاً حول قيادتهم.

إيقاظ الضمير العالمي

أصبح "طوفان الأقصى" رمزاً أطلق شرارة الضمير العالمي، فخرجت المواكب والمظاهرات في معظم دول العالم، لاسيما من قبل الشباب وطلاب الجامعات، حيث خرج الملايين رفضاً للإبادة الجماعية في غزة، وتضامناً مع فلسطين، وتنديداً بالتواطؤ الدولي مع إسرائيل.

عرف العالم أن إسرائيل كيان عنصري مجرم محتل، وأن تضامن الشعوب مع القضية الفلسطينية رسالة واضحة للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.

الذكرى والعهد

أعاد "طوفان الأقصى" تأكيد القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، وجدد المقاومة كسبيل وحيد للتحرير. في ذكراه الثانية، نجدّد العهد مع الشهداء والأسرى والجرحى والمشردين، بأن طريق التحرير طويل، لكن النصر ممكن، وهو حليف الصابرين.

رغم استشهاد قادة المقاومة وكثير من رجالاتها، لا يزال الطوفان مستمراً، يقاتل بشجاعة نادرة. لم يعد "طوفان الأقصى" مجرد اسم لعملية عسكرية، بل أصبح رمزاً عالمياً للمقاومة الوطنية الشرعية ضد الاحتلال أينما كان. إنه أكثر من معركة.. إنه مشروع تحرر.











طباعة
  • المشاهدات: 6501
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
09-10-2025 08:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل تنهي خطة ترامب حرب "إسرائيل" على غزة وتدفع نحو إقامة دولة فلسطينية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم