09-10-2025 08:40 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
ان مهنة حارس العمارة دخلت المُجتمع الاردني حديثا، ولم تكن في السابق جراء عدم وجود ما يُسمي بالاسكانات او العمارات ذات الطوابق المُتعددة والعالية، وهي تقليد جاءنا بفعل التداخل والتغيرات التي أصابت المُجتمعات العربية عامة والمُجتمع الاردني بشكل خاص.
وهي مهنة لا تقل أهميتها عن المهن الاخرى؛ حيث تجمع ما بين موظف الأمن وما بين المراسل الذي يقوم بشراء الحاجات، وتأمين ما يلزم الشقة من محروقات او اي مُحروقات اخرى، ولم يسبق المُجتمع الاردني في ذلك الا المُجتمع المصري وهو ما يسمى " بوّاب العمارة " والذي له العديد من المهام الذي يقوم بها وتُلقى على عاتقه من قبل سكان العمارة ،وكما تظهره بعض الافلام السينمائية مثل: شخصية عماد حمدي في فيلم "ثرثرة على النيل".
وعادة ما تفرض التغيرات المُجتمعية أنماطا مُختلفة من الناس حيث علاقة حارس العمارة بالسكان الذين يلجأون اليه في تأمين احتياجاتهم وأحيانا يجد نفسه طرفا في مشاكلهم التي تنتج بسبب الاحتكاك المُباشر ومشاكل فواتير الماء والمصعد والكهرباء والديزل الذي يُغذي التدفئة في الشقق السكنية.
وقد اصبح وجود " حارس للعمارة " من قبل السكان الذين ربما لم يعتادوا على وجود شخص دائم الحضور بينهم يطلع على أسرارهم ويشاركهم بعضا من أفراحهم من قبل، بل اصبح اليوم شخص مُهم وضروري في العمارة او الاسكان، فبدونه اصبح الكثير من السكان لا يتمكن من حمل اسطوانة الغاز، او جالون محروقات او غيرها وجراء هذا التمازج ما بين الحارس ومابين اصحاب الشقق السكنية.
فقد اصبح هذا الحارس كما يسمونه في لغة حراسة العمارات ( ابن بلد ) وقدع، حيث يقوم بمهاهم صعبةواخذ يقوم بادوار اخرى تفوق الادوار المنوطة به، الامر الذي ربما يؤدي الى حدوث بعض المشاكل والاشكاليات بين اصحاب الشقق السكنية، وهم سكان العمارة وحارس العمارة جراء بعض الامورالاسرية التي يصبح حارس العمارة شريكا بها او مطلع عليها.
اننا اليوم امام إشكالية البطالة التي يدعيها الكثير في حين ان فرص العمل كثيرة ومتوفرة؛ لكن من باب ان البعض لا يمكنه ان يقوم باية ادوار يقوم بها حارس العماره الذي يجني مبالغ كبيرة جراء ما يوقم به من اعمال يومية للسكان، بالاضافة الى مهنة الحراسة التي يقوم بها، وقد بينت بعض الاحصائيات ان مهنة الحراسة اصبحت من المهن التي تدر مبالغ طائلة وكبيرة على من يقوم بها، حيث تقدر المبالغ المُحولة سنويا جراء اعمال الحراسة وما يتبعها ما يقارب 350 مليون دولار.
فاتوجه الى وزير الداخلية الاكرم بسؤال : ماذا لو تحول الذين يطالبون بالعمل لهذه المهنة وتم توفير فرص عمل كثيرة، وتم توفير مبالغ كبيرة تحول سنويا الى خارج الاردن. ، وذلك من خلال شركات امن وحماية اردنية ذات باع وذراع في الامن وحماية المنشئات ؟؟
اليوم نتطلع الى توجية والزام من وزير الداخلية الاكرم ان " يُردن " حراسة العمارات واشتراط على كل صاحب إسكان وعمارة ان يكون حارس الامن لفيها اردنيا ، لما لها من خصوصوية ،خاصة في ظل التحولات الاجتماعية وما طرأ من تغيرات سلوكية تجعل امن وحراسة العمارات يقوم بها أبناء الوطن وان يكون حارس العمارة ابن بلد اصلي. اردني الجنسية في ظل ظروف أصبحت بحاجة الى وقفة حكومية ومن وزراء يقدمون مبُادرات حتى يوفر من خلال هذا العمل الشريف لقمة عيش كريمة،ويقوم بادوار كبيرة تلُائم سكان العمارات ضمن معايير امنة مناسبة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-10-2025 08:40 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |