07-10-2025 05:10 PM
سرايا - كتب علي السنيد:
سلوك متكرر لرئيس الوزراء دعاني للكتابة في هذا الامر الهام الذي بت اجده يخرجه عن دوره التنفيذي الى الحالة الرمزية التي لا تليق ان تلحق به ، وتصبح متداوله في الاخبار الرسمية ، وذلك في كل زيارة يجريها للمحافظات فيأمر باقامة مشاريع، او يصدر توجيهاته بشتى الشؤون العامة التي كانت من صلب عمل حكومته عند مناقشة، واقرار الموازنة العامة، ووفق الاجراءات الدستورية المرعية.
واظن ان على رئيس الوزراء ان يبتعد عن محاكاة الصورة الاعلامية التي اصبحت تطغى على المشهد العام في الاردن، وقد تضر به لاحقاً، وان ينخرط في متابعة اولويات الدولة الاردنية التي ستحكم على مدى نجاحه او فشله في مقبل الايام.
ولا يجوز لرئيس الوزراء ان يسلك سلوكاً رمزياً اثناء جولاته في المحافظات ، او خلال ادائه مهام، وواجبات عملية الحكم، ويجب ان لا يتداخل في عمله كرئيس حكومة مع الصورة الرمزية لجلالة الملك الذي يأمر الحكومة، ويصدر تعليماته، وتوجيهاته السامية عندما يتناهى لجلالته عن خلل في الاداء الحكومي، اما رئيس الوزراء فلا ادري لمن يصدر اوامره، وتوجيهاته، وذلك امام مرأى الاعلام، ولمخاطبة، واستقطاب الرأي العام.
وقد اختط لنفسه سياسة زيارة المحافظات ، وعمل جولات ميدانية اخذت ترتبط بها عملية اصدار الاوامر الفورية، و التوجيهات التي تعطي له الفضل وحده في اقامة بعض المشاريع والخدمات العامة، وكأنها عطايا ، او هبات يختص بها عند زياراته لهذه المحافظات، وهي تعبر بالضرورة - ان كانت هذه المشاريع لازمة- عن قصور يعتري الموازنة العامة اصلاً، والتي اعدتها حكومته، واقرتها بالتعاون مع مجلسي النواب، والاعيان ولم تكن تتضمنها هذه المشاريع الملحة.
، والتي كان يجب ان يصار الى تنفيذها من خلال الوزارات، وضمن اجراءات محددة سلفاً، وفي حال استجدت متطلبات جديدة على بنود الموازنة العامة، او نقل مخصصات من بند الى اخر فلها اجراءات دستورية محددة، ولا تنفذ من خلال هذه الالية الاقرب الى اعطاء بعد رمزي للرئيس اعتقد انه في غنى عنه، ويخرجه خارج النص، والدور التنفيذي المنوط بالحكومة.
وهذه المشاريع ان كانت غير مستعجلة فكان الاجدى برئيس الوزراء ان يرصد من خلال جولاته اوجه القصور، والنقص، والمتطلبات الضرورية، ويعمد الى تصنيفها لكي يضمنها في موازنة العام المقبل، وبذلك تسير ضمن الاجراءات الدستورية المرعية لاقرارها، وبعد اخذها النقاش المستفيض مع كافة الجهات المعنية، وبخاصة لجان مجلس الامة.
وفوق ذلك فقد وردني ان الرئيس حتى في سلوكه مع وزرائه ، وفي جلسات مجلس الوزراء اعتاد لنفسه على بعد رمزي وربما ان ذلك يبعده عن التصور الاسلم لاداء مهامه كرئيس وزراء اعتيادي في مسيرة الدولة الاردنية التي تقلد المسؤولية فيه الكثيرون، ونادرا ما استقر في الذاكرة الوطنية الا قلة منهم خدموا الشعب بامانة، واخلاص.
والاهم من كل محاولات بناء الصورة الاعلامية للحكومة التي تجري على قدم وساق منذ نحو عام فأعتقد ان على الرئيس ان يركز اكثر على سلوك، وتصرفات بعض وزرائه، وعدم خلطهم بين الخاص والعام، وان يتنبه لاي مصالح شخصية او عائلية قد تنشأ عن توليهم السلطة.
ويجب ان يدرك ان مسؤولية الحكومة مشتركة حسب الدستور، وان اية قضية تقع على خلفية المنصب الحكومي لا يمكنه ان يتنصل من مسؤوليتها على الاقل الادبية، وهذا يقتضي ان يحسن الاختيار، وان لا تكون حكومته جسرا تمتطيه الطبقة السياسية لتمرير كل تعييناتها المرغوبة كما يجري اليوم امام شعب محبط ظل يعاني من متوالية اليأس، وفقدان الامل للاسف.
نائب وعين سابق
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-10-2025 05:10 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |