07-10-2025 10:09 AM
سرايا - مرّت اثنان وثلاثون عامًا على رحيل والدي، وكأنها البارحة. مضت الأعوام، تبدّلت الوجوه، تغيّرت الأماكن، لكن غيابه باقٍ كما هو، حاضر في كل لحظة، يطلّ من ذاكرة القلب كلما مرّ طيفه أو هبّت رائحة تشبه رائحته.
رحيله لم يكن حدثا عابرًا ، بل فصلًا انكسر فيه ظهر العمر . تعلّمت منذ ذلك اليوم أن الفقد لا يُشفى منه المرء ، بل يتعايش معه بصمتٍ يشبه الرضا ، وبدمعة مؤجلة في عمق القلب . كان أبي معنى القوة والسكينة ، وملاذي حين تضيق بي الدنيا . برحيله شعرت أن شيئًا منّي دفن معه ، وأن الحياة من بعده فقدت توازنها ولونها ، وكم تمنيت يومها ان اكون شابا يافعا لاتمكن من مراعاته اكثر ....
ورغم مرور السنين ، ما زلت أسمع صوته بين أصداء الذاكرة ، ولا زلت أعرف به بين الناس ، أستحضر ابتسامته في المواقف الصعبة ، وأستند إلى ما تركه فينا من قيمٍ ومبادئ . كان أبي " الحاج فريج " مدرسة في الصبر ، وفي العطاء ، وفي الإيمان بأن الخير لا يضيع ما دام الإنسان يزرعه في قلوب الناس ، ومن لا يعرف " الحاج فريج "؟؟؟
يا أبي ... مرت الأعوام وما زلت تسكن تفاصيلنا ، في الدعاء ، في الحنين ، وفي الرجاء بلقاء وعد الله به عباده الصالحين . نم قرير العين، فذكراك لم تمت ، وأثرك باق فينا ، كما تبقى النجوم هادئةً في السماء وإن غابت عن العيون.
رحمك الله رحمةً واسعة ، وأسكنك الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء والصالحين . وإنا على فراقك لمحزونون ، لكننا نرضى بقضاء الله وقدره ، ونؤمن أن اللقاء قادم لا محالة في دارٍ لا فراق فيها ولا وجع....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-10-2025 10:09 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |