07-10-2025 09:08 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
لم يكن قد مضى سوى أربعة أسابيع على تولي رئيس الوزراء الجديد منصبه ؛ وهو شخص يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يواجه صعوبات عدة حين غادر منصبه، مما يترك وراءه إرثًا سلبيًا، كونه الأقصر مدة في خدمة منصب رئيس الوزراء منذ بداية الجمهورية الخامسة. في حين لم يُسجل لاي رئيس في زمن الحداثة الأردنية ان قدم استقالة من اجل الوطن والمواطن ، ومن اجل ان يترك المساحات لاخر قد يكون افضل منه قدرة وحنكة على إدارة الأمور بكافة مفاصلها
كان ليكورنو هو خامس رئيس وزراء لفرنسا في أقل من عامين. وقد شهدت فرنسا وضعًا من الشلل السياسي منذ الانتخابات المبكرة غير الحاسمة التي دعا إليها ماكرون في عام 2024، والتي لم تسفر عن فوز أي حزب بأغلبية مطلقة في البرلمان. فيما اصبح رئيس الوزراء الارني جعفر حسان رقم أربعة واربعون ، بعد ان بدأ اول رئيس وزراء في العام 1921 برئاسة رشيد طليع . في حين البرلمان لم يتمكن من اسقاط أي حكومة منذ سنوات بالرغم من ان الحكومات ما زالت تجثم على صدر الوطن والمواطن بدون اية إنجازات تذكر او تسجل .
وفي الحكومة الفرنسية التي تعتمد على ائتلافات ضعيفة، كان لكل قرار تأثير مهم. وبعد مضي 12 ساعة فقط على إعلان تشكيل الحكومة التي حافظت الكثير من وزرائها، واجه ليكورنو انتقادات شديدة من مختلف الأحزاب السياسية، وقد قوبل بإدانة من كل من اليسار واليمين، اللذين حققا مكاسب ملحوظة في الانتخابات الأخيرة. فيما هناك وزراء امتوا صهوة الوزارة مرات ومرات ولم يحققوا قيد اُنملة من إنجازات تجاه الوطن او المواطن ، بل هم كما مسافر في طائرة يتنقل من دولة الى دولة ويرتاح ويسترخي في افخر فنادق العالم .
وتكونت حكومة سيباستيان من عشرة وزراء ينتمون لحزب ماكرون، وهو عدد أكبر من وزراء حكومته الأولى عندما تولى السلطة في عام 2017 بحزب وسط جديد. ومن بين وزراء الحكومة المكونة من خمسة عشر وزيرًا، لم يكن هناك أي تمثيل للكتلة اليسارية أو اليمينية المتطرفة في البرلمان الفرنسي. في حين الحكومات السابقة تساوي الضعفين بالنسبة لحكومة سيباستيان، فقد زاد عدد الوزراء عن 32 وزيرا ، لم يُقدم أي منهم في زمن الفقر والجوع والبطالة أي حلول تُذكر ، او أية إنجازات او ابتكارات او ابداعات تنعكس إيجابا على المواطن ، وتجعل الوطن يُزهر وينمو .
اليوم وبعد هذا التحول في سير السياسات العالمية في تشكيل واستقالة الحكومات الديمقراطية سو اء كانت شكلاً او فعل ، يجوب رئيس الوزراء جعفر حسان الفيافي الأردنية ، يتفقد ما لم يتم اتجازه ، او السير في تعديله ، في ظل مديوينة كبيرة تزيد كل يوم ، وفي ظل بطالة وفقر وجوع أصبحت ارقامها قياسية مقارنة مع دول أخرى يغيب فيها الامن والاستقرار ونالت منها الحروب والنزاعات ، وفي ظل رواتب لا تكفي لايام وفي ظل مشاريع كثيرة مُعطلة ، وفي ظل هروب للاستثمار وعدم القدرة على جذبه وجلبه ، وارتفاع في الأسعار والغلاء في كل منحى حياتي واقتصادي واجتماعي انهك كل جسد نحيل ، فيما السياحة لا غيم في سمائها حتى ينهمر الغيث وينبت وينمو مردودها على كل القطاعات العاملة فيها ، جراء عدم القدرة على التشجيع وجلب وجذب السياح من كل اصقاع الكون .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
07-10-2025 09:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |