06-10-2025 09:35 AM
بقلم : د. يوسف عبيدالله خريسات
يعتقد بعض رؤساء وزراء أنَ مهمته تنتهي بمجرد الإقالة أو الإستقالة - وبعدها يركون البارودة - ويتنعمون بالعزّ ويتمتعون بالامتيازات وفي وقت فراغهم يكثرون من النقد ويستعرضون البطولات.
إلّا قليل منهم يدركون أنَ المهمة الوطنية قد بدأت بعد خروجهم مناصبهم فينطلقون يحملون لواء الوطن وينشرون الوعي السياسي والاجتماعي ويتحدثون عن فضائل الوطن ويشدون من عزمه ويأكدون حضوره في كلّ مناسبة ولقاء ويستجبون للدعوات الفكرية من الجمعيات الثقافية التي تطرح عناوين ذات صلة وثيقة بالمرحلة السياسية الحساسة التي تعيشها المنطقة فيعتبرون أنً كلّ منبر يتحدث عن الولاء والانتماء للقيادة وعن الأمن الوطني هو منبرهم الأصيل فينشرون من خلاله الأمل والوعي بالراهن التاريخي..
إلا قليل منهم يرون أنَ المهمة قد بدأت و أنَ نداءات الوطن هي المستجابة فلا يسمعون صوتا إلا صوت الوطن.
إلّا قليل منهم يدركون أنَ الإستراحة من أعباء العمل والمنصب هو بداية العمل الوطني والاطلاع والبحث في دقائق النهوض الوطني، لأجل إنارة الطريق أمام الأجيال بالنصح والإرشاد والتوجيه ورفع المعنوية في لحظة الاحتياج الوطنيّ إلى رصّ الصفوف خلف القيادة الهاشمية.
إلا قليل منهم من يستشعرون أن وقت الوقفة الحقيقة لرفع الراية خفاقة من منطلق أنّه مواطن لا صاحب لقب الدولة فهؤلاء القليل يعلمون أنَ لقب الدولة يعني أن تتشرب وتعيش كلَ هموم وقضايا الوطن، ويجعلون منها همّهم الأول وأنّ تثبيت المفاهيم الوطنية العليا في نفوس الشباب هي المهمة الحقيقة لهم لعلمهم أنَ الشباب هم عماد الوطن وركنه المتين وإنَ أي تململ في صفوف الشباب يعني انحرافهم عن بوصلتهم عن الهدف الوطنيّ .
إلّا قليل منهم من يطيل النظر في المجتمع ويتفكر فيه ويستنتج معضلاته ويتفهم الصعوبات ويضع الحلول ويبسط الفكرة ويجعل منها أملا وفرصة أمام الوطن ويتخذ من التشجيع وسيلة ومن رفع المعنوية طريقا للوصول إلى فكرة أنّ الوطن اغلى ما يملك الأردنيون.
إلّا قليل منهم من حفظ التاريخ وفهم الجغرافيا وفقه المجتمع وعرف عاداته وتقاليده وقيمه وعلم أصول القبائل والعائلات فهذا القليل هم من فهم المجتمع الأردني وعرف ٱليات الخطاب وطرق التواصل معه فهؤلاء القليل هم خير من يحمل الفكرة ويضعها بالموضع الصحيح والسليم انّهم أبناء الأردن الذين تضرب جذورهم في عمق التراب الأردنيّ .
إلّا قليل منهم من صدق الوعد وبرّ بالقسم الغليظ أمام جلالة الملك عندما تولى المهمة ونال الثقة من مجلس النواب ولم يرفع قريب أو ابن صديق إلى موقع قيادي إلّا عن طريق الحقّ بما يراعي مصلحة الوطن، ولم يعبث بأمانات الدولة وحرص على المال العام حرص المخلص الأمين .
إلّا قليل منهم من أدرك انّ هنالك في وطني الحبيب ثلة من الأولين يعيشون في جنات نعيم التاريخ الوطني وقليل من الآخرين من يخطون سطور الحبّ في كتاب الحب الوطنيس.
دكتور يوسف عبيدالله خريسات .
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-10-2025 09:35 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||