حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,29 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3778

يعقوب ناصر الدين يكتب: الرؤية في الخطاب

يعقوب ناصر الدين يكتب: الرؤية في الخطاب

يعقوب ناصر الدين يكتب: الرؤية في الخطاب

29-09-2025 08:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور يعقوب ناصر الدين
ليس مجرد خطاب ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين والتي احتلت فيها قضية فلسطين وحرب الإبادة على غزة صدارة الاهتمام، إنه في الحقيقة رؤية متكاملة تصف الواقع كما هو، وتستشرف المستقبل مثلما يمكن أن يكون عليه في حال استجاب المجتمع الدولي أو لم يستجب لمسؤولياته في حفظ الأمن والسلام الدوليين، فمن الأهمية بمكان معرفة الأثر الحقيقي للخطاب عندما يهدف بمنتهى الوضوح إلى إيقاظ الضمير العالمي من سباته، ليس من أجل أن يكون منصفا وعادلا وحسب، بل من أجل أن يدافع عن المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي تحفظ آدمية الإنسان، ويحمي مصالح الشعوب، ويحسم كل صراع- مهما كانت قوة المعتدي- وفق ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الإنساني الدولي، والاتفاقيات التي يكتمل بها مفهوم النظام العالمي القائم حتى الآن.

في كل محور من محاور الخطاب هناك إشارة أو أكثر إلى وجود ثمن فادح للصمت، وقد قالها جلالة الملك بشكل حازم وحاسم «أنا لن أصمت» وفي معنى الجملة ما يذكرنا بمقولة (الساكت عن الحق شيطان أخرس)، هكذا جاءت الرسالة بمنتهى النبل الذي يتمتع به جلالة الملك، والاحترام الذي يحظى به من قادة وشعوب العالم بأسره، وكأني به يقول بإمكاننا جميعا أن نرفع أصواتنا في مواجهة الظلم والعدوان والقوة الغاشمة، ليس هناك من هو أقوى من الحق حين تجتمع الأغلبية لكي تنصره، ومهما بلغت قوة وعنجهية المعتدي وقدرته على تهديد الآخرين فإن التضامن في وجه الشر سيهزمه حتما!
يعرف جلالة الملك العوامل والدوافع التي تجعل إسرائيل تواصل قسوتها في تدمير قطاع غزة، وفي عدوانها متعدد الأشكال على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وفي أي مكان، والتي تفسر تصرفاتها في المنطقة وعلى وجه الخصوص في سورية ولبنان، ومؤخرا على دولة قطر، ويعرف كذلك نوع وطبيعة وأبعاد الدعم الأميركي المطلق لها، وغالبا على حساب المصالح المشتركة بينها وبين دول العالم العربي والإسلامي، ولذلك فهو من هذه الناحية لا يتردد في قول الحقيقة بأن غياب المجتمع الدولي وتخليه عن مسؤولياته يشكل العنصر الأخطر الذي سيقود العالم بأسره إلى حالة من الفوضى والدمار خاصة إذا تحول الصراع إلى حرب دينية في حال المساس بالمسجد الأقصى كأحد أهم المقدسات الإسلامية بعد الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
مرة أخرى يريد جلالة الملك أن يفهم الجميع بأن عدم وضع حد لما يجري الآن من جرائم ترتكب دون عقاب، وأن يكونوا كذلك على علم بأنه مهما بلغ حجم المصالح التي تضعها الدول في سلم أولوياتها، إلا أن المصلحة الأشمل والأسمى تكمن في المحافظة على الأمن الجماعي، وعلى كرامة الإنسان في كل مكان.
لقد عرض جلالة الملك مفاتيح الرؤية على شكل أسئلة أو اختبار حقيقي وصعب لقياس مدى فهم المجتمع الدولي لطبيعة الصراع وطبيعة المنطقة التي تدور فيها الصراعات في غياب آفاق لأي بدائل من شأنها التخفيف من حدته، ولكن رؤية الخطاب أنارت سبل الخلاص؛ إعلاء صوت الحق، وإعمال العقل، وتحكيم الضمير.











طباعة
  • المشاهدات: 3778
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
29-09-2025 08:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم