بقلم : د. يوسف عبيدالله خريسات
أن يلتقي الملك رؤساء وزارات سابقين في هذه المرحلة بالغة الحساسية تحمل مؤشرات ودلالات ذات أبعاد سياسية تصب في نهايتها بفكرة المشورة وتبادل الرأي والأفكار حيال القضايا الساخنة في المنطقة، فكل رئيس وزراء له فكره واطلاعاته بحكم ثقافته ودراسته وخبراته التراكمية التي تشكلت عبر رحلته الوظيفية القيادية .
ويحمل هذا اللقاء دلالة الصراحة والوضوح التي تعد السمة البارزة لدى جلالة الملك في التعامل مع القضايا الساخنة في المنطقة؛ لكي يبقى الجميع _ إن كانوا رؤساء وزارات أو أبناء الشعب _ على الاطلاع بمستجدات الأمور فلا يوجد شيء يمكن أن يكون بالخفاء فسياسة الوضوح والمكاشفة تصنع الثقة بين القائد وشعبه .
وبالعودة إلى استقبال الشعب الأردني لقائده بعد زيارة الولايات المتحدة الأمريكية شاهد العالم قوة العلاقة التي تجمع بين جلالة الملك عبدالله الثاني وشعبه وما هذا اللقاء إلا استمرار لقوة الرابطة بين الشعب والملك، ففي كل مرة يعود بها الملك الى أرض الوطن بعد زيارة عمل يطلع جلالة الملك الإعلام الأردني على حقائق ووقائع كل زيارة ؛ ليقينه التام أنّ الشعب الأردني شعب واعٍ ويجب اطلاعه على حقائق الأمور والأردن في هذا التصور يشكل حالة استثنائية في رسم علاقة القائد بشعبه ليس على مستوى المنطقة فحسب.
ومن دلالات هذا اللقاء أنّ الجميع وعلى مختلف المستويات هم في مواجهة المسؤولية العامة كل بحسب موقعه إن كبيرا أو صغيرا فكلُ فرد بالمجتمع يحمل مسؤولية الوعي والاطلاع على مستجدات القضايا الوطنية وعليه واجب المتابعة في هذه المرحلة الحساسية .
جلالة الملك يسعى دائما إلى إشعاعة حالة الإطمئنان ويبتعد عن الترويع والتخويف والتهويل من ضخامة الأحداث وهذا يدل على حبّه لشعبه وقدرته على التعامل مع أصعب القضايا السياسية تعقيدا في المنطقة، فهو دائما يخاطب شعبه بروح التفاؤل والأمل ضمن الأطر الواقعيّة .
فالقيادة الهاشمية للشعب الأردني المؤسسة على الاحترام المتبادل مع الشعب وعلى الثقة العميقة بالقيادة تجعل من الأردن قلعة صمود عصية على كل مارق أو متلاعب تسول له نفسه العبث بهذه المعادلة التي تشكلت بالفعل الهاشمي وبالولاء والإنتماء الأردني على مدى قرون مضت .
ففي كلّ مرة يعود الملك إلى أرض يؤكد حبّه واعتزازه بشعبه الأردني الوفي ويعلم انّ شعبه الوفي لأرضه وقيادته قادر على يخوض عباب البحر في وقت الشدائد والمحن .
وإنّ طبيعة التركيبة الأردنية لا يمكن أن يسبر غوارها إلّا من لوّحت وجهه شمس المشقر والفدين وعرف وعورة مسالك جبال السلط والكرك وعجلون وشرب من ماء عين التراب وينابع وادي زقلاب .
لقاء جلالة الملك برؤساء الوزارات هو لقاء بشعبه فهم من أبناء الشعب ومن عروقه وتأكيدا لاحترامه لشعبه وإبقاءه في طليعة الأحداث .
الدكتور : بوسف عبيدالله خريسات