28-09-2025 12:02 PM
سرايا - كشفت صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية تفاصيل مفاوضات رئيس المرحلة الانتقاليّة في سوريّة، أبو محمد الجولاني، مع دولة الاحتلال، مؤكّدةً أنّ الجولاني ومسؤولين كبار آخرين وجهوا رسالةً إلى كبار أعضاء الإدارة الأمريكيّة، وكذلك إلى شخصيات أخرى التقوا بها مؤخرًا، مؤكدين أنّ "إسرائيل" وسوريّة على وشك التوصل إلى اتفاقٍ أمنيٍّ.
وكان الجولاني قد وصل إلى الولايات المتحدة الأحد الفائت لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما كان قد أعلن في الأيام الأخيرة بشكلٍ علنيٍّ أنّه قد تكون هناك نتائج قريبًا للمحادثات الأمنية الجارية مع "إسرائيل"، وأضاف الجولاني: “بعد هذا الاتفاق، يُمكن التوصل إلى اتفاقياتٍ أخرى، إلّا أنّ السلام والتطبيع مع "إسرائيل" ليسا مطروحين حاليًا”.
ووفقًا للصحيفة العبرية، فقد أبلغ مسؤولون سوريون الإدارة الأمريكية، أنّ الاتفاق مع الجولاني قد يستند إلى اتفاق فكّ الارتباط لعام 1974، الموقّع بعد حرب أكتوبر 1973، وسيشمل ضمانات لأمن الطائفة الدرزيّة في سوريّة، وقد أدت هذه التصريحات إلى درجةٍ من الضغط من جانب المسؤولين الأمريكيين على "إسرائيل" لإظهار قدرٍ أكبرٍ من المرونة بشأن بعض القضايا المتنازع عليها، طبقًا للمصادر الوازنة التي اعتمدت عليها الصحيفة.
ولكن في "إسرائيل"، تابعت الصحيفة، تبدو النبرة أقل تفاؤلاً، ويعترف المسؤولون في حكومة نتنياهو بأنّ هناك تقدمًا تمّ إحرازه وربّما حتى تقدمًا كبيرًا ولكنهم غير متأكدين من إمكانية التوصل إلى اتفاقٍ نهائيٍّ هذا الأسبوع، حسبما ذكرت الصحيفة العبرية، مؤكّدةً في الوقت عينه، أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عقد الأسبوع الفائت، اجتماعًا مع مجموعةٍ صغيرةٍ من الوزراء لبحث المفاوضات الجارية مع سوريّة.
هذا وفي إطار سياساتها القائمة على قضم الأراضي السوريّة، وتفتيت هذا البلد العربيّ، وإضعافه، وبدعمٍ أمريكيٍّ مُطلقٍ، قدّمت "إسرائيل" لسورية مقترحًا مفصلًا بشأن اتفاقٍ أمنيٍّ، يتضمن خريطةً مقترحةً تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع كيان الاحتلال.
وقد أفاد مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ في واشنطن، باراك رابيد بأنّه “تمّ نقل اقتراح من "إسرائيل" إلى السوريين قبل عدة أسابيع كجزءٍ من المفاوضات التي تتوسط فيها واشنطن بين الجانبين من أجل التوصل إلى اتفاقٍ أمنيٍّ جديدٍ”.
ومضى، نقلاً عن مصادر إسرائيليّةٍ وأمريكيّةٍ في واشنطن، أنّ “ما هو مثير للاهتمام أنّ هذا الاقتراح، الذي لم يكن معروفًا حتى اليوم، تضمن خريطة تمّ فيها تفصيل مناطق نزع السلاح التي تريدها "إسرائيل" على الأرض من جنوب غرب دمشق حتى الحدود، وهذا ما سمعته من مصدريْن مطلعيْن على التفاصيل”.
علاوة على ذلك، أكّد رافيد، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ “هذا الاقتراح مبني على مبادئ اتفاق السلام بين "إسرائيل" ومصر التي تُفصِّل كيف يكون نزع السلاح في سيناء، وفقًا للمنطقة (أ) والمنطقة (ب) والمنطقة (ج)، وفي الواقع هكذا ستكون أيضًا الأحزمة الجغرافية بين الحدود الإسرائيلية ودمشق التي تحدد أيّ قواتٍ ووسائل قتاليّةٍ يمكن الاحتفاظ بها في كلّ حزامٍ جغرافيٍّ”.
وأشار إلى أنّ “هذا الاقتراح يحدد أنّ المنطقة العازلة بين "إسرائيل" وسورية ستمتد في الجانب السوري كيلومترين”، لافتًا إلى أنّ “السوريين في المنطقة القريبة لهذا الحزام لن يكون بإمكانهم الاحتفاظ بقواتٍ عسكريّةٍ وأسلحةٍ ثقيلةٍ، لكن يمكنهم الاحتفاظ بقوات أمنٍ داخليٍّ وشرطة”.
وأضاف “وفقًا لهذا الاقتراح، وهذه نقطة مهمة، كلّ المنطقة من جنوب غرب دمشق وحتى الحدود ستكون منطقة يمنع فيها تحليق الطائرات السورية، وليست ممنوعة على تحليق الطائرات الإسرائيلية”.
ونقل عن مصدر مطلع على التفاصيل قوله “إنّ المبدأ الأساسي هنا هو الحفاظ على ممر جوي آمن لصالح سلاح الجو الإسرائيلي نحو إيران في حال دعت الحاجة لهجومٍ إضافيٍّ”.
وشدد على أنّه “مقابل الترتيبات الأمنية هذه تنسحب "إسرائيل" بشكلٍ متدرجٍ من جميع المناطق التي احتلتها في سورية في السنة الأخيرة، باستثناء جبل الشيخ في الجانب السوري، وهو موقعٌ استراتيجيٌّ تريد "إسرائيل" أنْ تحتفظ به بأيّ ثمنٍ”.
على صلةٍ بما سلف، كشفت وسائل إعلام عبريّة النقاب عن أنّ لقاءًا مطولاً جمع وزير الخارجية السوريّ أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجيّة الإسرائيليّ رون ديرمر في لندن، الأسبوع الماضي (18.09.25) بمشاركة المبعوث الأمريكيّ توم باراك. وقال الإعلام العبريّ إنّ الاجتماع استغرق 5 ساعات، وقدّم خلاله الجانب السوري ردّه على مقترح إسرائيلي لاتفاق أمني، لافتاً إلى أنّ “المحادثات شهدت تقدمًا”.
وكان الجانبان قد التقيا في السابق في جولاتٍ معلنةٍ وأخرى غيرُ معلنةٍ، بهدف تهيئة الأرضيّة السياسيّة والأمنيّة لأيّ تفاهمٍ محتملٍ.
ويُشار إلى أنّ "إسرائيل" أقرّت رسميًا، لأوّل مرّةٍ، بإجراء مفاوضات مع سوريّة خلال تواجد نتنياهو بالأمم المُتحدة، وأعلن مكتب رئيس الوزراء، في بيانٍ مقتضبٍ، أنّ هناك مفاوضات جارية مع سوريّة، لكنّه لم يُقدّم أيّ وعودٍ بشأن أيّ اجتماعاتٍ مع مسؤولين سوريين أوْ نتائج المفاوضات.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-09-2025 12:02 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |