27-09-2025 09:46 AM
بقلم : د. يوسف عبيدالله خريسات
الزعيم يصل إلى دفة القيادة بحكم الممارسات والأفكار والمعتقدات التي لا ترضي الجميع يرهب ويخيف كل من يحيطون به، بخلاف القائد الذي يحمل القيم العليا ويسعى لأجل وطنه وأمته ويحقيق قيم العدل والمساواة ونشر مفاهيم المحبة والسلام بين أبناء شعبه وبين أبناء البشرية جمعاء .
وللقائد دور فعّال في بناء الدولة وتعزيز قدرتها وتأكيد حضورها بين الدول، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمة تختلف موازين القيادة وتصبح الحاجة ملحة إلى ما هو أبعد من صفات زعيم أو قائد.
فالأمر إذن بحاجة إلى قائد أمة يستند إلى شرعية الحضور القيادي للأمة ومن قواعد الشرعية القيادية الأممية، الدفاع عن كرامة الأمة ودينها ومقدساتها، وهمومها، وقضاياها، والشعور بأنّ كل همً في الأمة هو همه وعليه القيام بالواجب القيادي الأخلاقي الذي يرتضيه ضمير القائد الصادق لأمته.
ومن يتتبع تاريخ مسيرة القيادة الهاشمية، يجد من حقائق التاريخ الكثير من الشواهد الناطقة بصدق المسيرة وإلتزامها تجاه قضايا الأمة من فجر التاريخ العربي إلى العصر الحديث، ويدرك المتأمل بحركة التاريخ أنّ الهاشميين هم الأكثر صدقا ووفاء ودفاعا عن الدين الإسلامي والمسلمين وقضايا الأمة الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
وهذه القيم القيادية التاريخية الأممية تجسدت في الخطاب الملكي الأردني أمام الجمعية العامة للأم المتحدة، وليس في هذا الرأي مبالغة عند كل قارئ منصف أيّا كانت جنسته أو جواز سفره .
وقف جلالة الملك وقفة قائد الأمة أمام أمم الأرض ليقول قولا خشية ألسن زعماء العرب قوله، لا لشيء فقط لأنهم زعماء وليسوا قادة ، فالقائد كما سلف بالمقدمة بخلاف الزعيم.
وبالنظر في الخطاب ودراسته سنجد أنّ مضامين القيادة الأممية واضحة بشكل واضح ومباشر، وتأكدت القيادة الأممية للعرب بشجاعة طرح الأسئلة المحرجة للمجتمع الدولي الذي غضَ النظر عنها كثيرا وطويلا وخض صوته عند الحديث عن جرائم العصابة الصهاينة التي تفسد في الأرض في كل مكان تتواجد فيه.
وتأكدت شجاعة القيادة الهاشمية لأمة العرب بطرحها من خلال تسمية الأمور بمسمياتها الدقيقة المعبرة مع البعد عن الدبلوماسية التي تتستر بمهارات اللغة تنصرف إلى العبارة المراوغة حمّالة المعاني المتعددة .
فالخطاب ملكي مدروس ومكتوب بشجاعة الموقف الأردني الذي لم يستعير حبره وأوراقه من الأجندات الجاهزة، بل كان خطابا قياديا إمميا يحمل الكلمة العربية الحرة التي تربت في بيت القيادة الهاشمية وتعلمت أنّ الموقف واحد والكلمة واحدة وللبيت ربّ يحميه .
إتقان الخطاب الملكي وترتيبه وتسلسل بأفكاره وطريقة طرحه للقضايا ومفرادته التي استخدمها لم تكن هي كلُ الخطاب بل زاد الخطاب قوة طريقة طرحه من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني التي امتازت بالقوة والجدية الصارمة التي حملت إنفعالا خطابيا زاد المعنى عمقا وحضورا .
ومثل هذا الخطاب المقرون بتاريخية الأحداث جدير بالدارسة والمراجعة مررا وتكررا بين صفوف المفكرين والأكاديميين .
ويبقى الأردن وبفضل الملك القائد حاضرا في جميع قضايا أمة العرب بالكلمة المحفلية وبالتواجد على الأرض ميدانيّا.
الدكتور : يوسف عبيدالله خريسات
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-09-2025 09:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |