25-09-2025 08:38 AM
سرايا - أغلق الاحتلال المسجد الأقصى المبارك أمام الفلسطينيين لتأمين انتهاكات المستوطنين ضد باحاته استجابة لدعوات ما يسمى جماعات "الهيكل" المزعوم بحشد اقتحامات واسعة لإحياء أعيادهم اليهودية وتنفيذ جولات استفزازية وأداء طقوس "السجود الملحمي" و"نفخ البوق" و"الصلوات التلمودية" المزعومة، بما يشكل استباحة لباحات المسجد وخرقاً سافراً للوضع القائم وللقانون الدولي.
ونشرت قوات الاحتلال عناصر إضافية في أحياء مدينة القدس المحتلة وبمحيط المسجد الأقصى لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين أمس لباحات من جهة "باب المغاربة"، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال، في اليوم الثاني لما يسمى عيد "رأس السنة العبرية" المزعوم.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن مجموعات المستوطنين نفذت الجولات الاستفزازية وأدت طقوساً تلمودية ورقصات جماعية بصوت مرتفع في المنطقة الشرقية قرب "باب الرحمة"، تخللها ما يُعرف بطقس "السجود الملحمي" المزعوم.
وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة، وضيقت على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد.
وتتواصل الدعوات الفلسطينية الواسعة لتكثيف التواجد لإعمار المسجد الأقصى والرباط في باحاته، من أجل التصدي لانتهاكات المستوطنين الخطيرة لُحرمة المسجد، وإفضال مخططاتهم لفرض السيطرة والتقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى.
وأكدت أهمية التوجه المكثف إلى "الأقصى" بعد إعادة فتحه، وأداء الصلوات فيه، باعتبار ذلك خطوة عملية لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكسر محاولاته لعزل المسجد عن محيطه الشعبي والديني.
ويشهد المسجد الأقصى اعتداءات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لتغيير الواقع الديني والتاريخي القائم فيه، وفرض وقائع تهويدية عليه.
وأعلنت ما يسمى جماعات "الهيكل" المتطرفة أن 58,310 مستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى خلال "السنة العبرية" الماضية، الممتدة من 3 تشرين الأول (أكتوبر) 2024 حتى 22 أيلول (سبتمبر) 2025، بزيادة قدرها 14 % عن العام الماضي الذي سجّل 51,223 مقتحمًا.
من جانبه، أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، أن سلطات الاحتلال تستغل مناسباتها الدينية لتصعيد الاقتحامات الممنهجة للمسجد الأقصى المبارك، بقيادة وزراء وأعضاء في الكنيست، بهدف فرض واقع جديد يتمثل في أداء صلوات تلمودية ورفع أعلام الاحتلال وتنفيذ طقوس استفزازية داخل باحاته.
وشدد صبري، في تصريح له أمس، على أن هذه الممارسات، بما في ذلك الغناء والرقص، دليل على عدم احترام قدسية المكان، لافتاً إلى أنها تأتي ضمن إستراتيجية الاحتلال لفرض "التقسيم الزماني والمكاني"، عبر تقييد وصول المسلمين، واتباع سياسة الإبعاد، وملاحقة الأئمة والخطباء بهدف تكميم الأفواه.
وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى إفراغ المسجد الأقصى من المسلمين، وتحويله إلى ساحة لفرض سيادته تدريجياً، بعد أن فشل في فرض الأمر الواقع دفعة واحدة عام 2017. وأكد صبري أن المسجد الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم بقرار رباني لا يقبل الجدل، رافضاً الاعتراف بأي حق لغيرهم فيه، وحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي مساس بحرمة المسجد.
ودعا إلى الرباط الدائم في المسجد الأقصى، مشدداً على أنه واجب شرعي على المسلمين في مواجهة هذه السياسات.
وبالمثل؛ حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية من خطورة القيود والتشديدات التي فرضتها قوات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع اقتحامات جماعية نفذها مئات المستوطنين.
وقالت الدائرة، في تصريح لها أمس، إن هذه الاقتحامات تشكل تصعيدًا ممنهجًا يهدف إلى إعادة صياغة المشهد في المسجد الأقصى، بما يخدم مشروع حكومة الاحتلال الاستيطاني.
وأشارت إلى أن الاحتلال لم يعد يتعامل مع الاقتحامات كحوادث معزولة، بل يحاول فرضها كمعادلة جديدة تقوم على تقليص الوجود الإسلامي وتوسيع الحضور الاستعماري، في محاولة لفرض تقسيم زماني ومكاني للأقصى على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي بالخليل.
واعتبرت أن إغلاق الأبواب أمام المصلين مقابل فتح الساحات للمستوطنين يجسد سياسة تمييز عنصري ديني تهدد بإشعال صراع ديني يتجاوز حدود القدس إلى المنطقة بأسرها.
وأضافت أن هذه الممارسات تتقاطع مع مشاريع استيطانية كبرى في محيط المدينة، وتشكل جزءًا من عملية تهويد شاملة تستهدف إسقاط "حل الدولتين".
وأكدت أن الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين تشكل رداً عملياً على محاولات الاحتلال فرض سيادة استعمارية على القدس ومقدساتها، وتعكس قناعة عالمية متنامية بعدم شرعية هذه الانتهاكات.
وشددت على أن حماية الأقصى والقدس هي ركيزة أساسية لتثبيت حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
الغد
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-09-2025 08:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |