حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 13454

تعهد أميركي بإنهاء حرب غزة .. كيف وبأي صيغة؟

تعهد أميركي بإنهاء حرب غزة .. كيف وبأي صيغة؟

تعهد أميركي بإنهاء حرب غزة ..  كيف وبأي صيغة؟

25-09-2025 08:27 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تشهد الساحة الدولية حراكا سياسيا مكثفا يتركز على البحث عن مخرج لإنهاء الحرب في غزة، وسط لقاءات رفيعة المستوى على هامش اجتماعات الأمم المتحدة تهدف إلى دفع جهود وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.


وترافق ذلك مع دعوات لإعادة الاستقرار إلى الضفة الغربية والتحذير من مغبة أي خطوات أحادية قد تمس بالوضع التاريخي في القدس أو تسعى إلى ضمّ أراض جديدة.


وفي ظل هذه الأحداث، تتزايد الضغوط العالمية على الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال على حد سواء، حيث بات الانقسام الدولي بشأن القضية الفلسطينية أكثر وضوحا من أي وقت مضى.


وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مشاركته في اجتماع متعدد الأطراف عقد بدعوة من الولايات المتحدة وقطر في نيويورك، أول من أمس، استعداد كل الدول المشاركة في الاجتماع للعمل مع الولايات المتحدة على خطة شاملة لغزة، تنهي الحرب والمعاناة.


بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن "اجتماعي مع قادة عرب ومسلمين بشأن غزة كان عظيما"، مشيرا إلى رغبته في إنهاء الحرب في غزة.
وقال موقع بوليتيكو الأميركي أمس الأربعاء نقلا عن 6 مصادر مطلعة أن ترامب تعهد للزعماء العرب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، وفقا لوكالة رويترز.
لكن التعهدات الأميركية الرامية إلى إنهاء الصراع لا تزال محاطة بتساؤلات حول جديتها وإمكانية تنفيذها، خاصة في ظل تجارب سابقة لم تتحقق وواقع داخلي أميركي منقسم لا يساعد على إحداث تحولات جذرية.
وبين التفاؤل الحذر والشكوك القائمة، يبقى مستقبل غزة مرهونا بقدرة الأطراف الدولية على تجاوز المصالح الضيقة وصياغة حل يضع حدا للحرب ويؤسس لسلام عادل ودائم.
انقسام حاد حول فلسطين
ومن هنا، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور بدر الماضي، أن المشهد السياسي الدولي يشهد ضغوطا متزايدة على دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، كما يواجه رئيس وزراء الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة ضغوطا مشابهة.
وأوضح أن الانقسام العالمي تجاه القضية الفلسطينية بات أكثر وضوحا، إذ تشكلت كتلتان أساسيتان في المواقف الدولية، في وقت تلعب فيه بعض الدول العربية، وعلى رأسها الأردن، دورا مهما في تقييم تداعيات استمرار الكيان الصهيوني في نهجه السياسي الحالي.
وأضاف الماضي إن نقطة التحول الأكثر حساسية في مسار الضغوط على الإدارة الأميركية تمثلت في اتساع نطاق الاعتداءات الصهيونية، سواء عبر التصعيد العسكري أو التدخل في ملفات إقليمية حساسة كاليمن وسورية ولبنان، وهو ما عزز القناعة بضرورة وضع حد للحرب الدائرة في غزة، حتى وإن كان ذلك ضمن شروط الاحتلال المتعلقة بمستقبل حركة حماس.
وأشار إلى أن هناك قبولا عربيا وتركيا وإسلاميا بأهمية البحث في مرحلة ما بعد 7 تشرين الأول (أكتوبر)، بما يشمل إعادة صياغة التوازنات الإقليمية على نحو يفضي إلى تغييب دور حماس، مقابل الدفع نحو مقاربة جديدة تركز على "اليوم التالي" للحرب في القطاع.
واعتبر أن هذا السيناريو يمثل توجها أقرب إلى التفاؤل، لكنه يحمل في جوهره خطرا يتمثل في تكريس دولة الاحتلال كقوة مهيمنة وصاحبة القرار الفصل في المنطقة.
وبين أن التحركات العربية والدولية، إلى جانب موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، تشكل أدوات ضغط مهمة على واشنطن لدفعها نحو مراجعة سياستها.
وشدد الماضي قائلا: "نعم، ثمة فارق بين الأمنيات والواقع، لكن يمكن القول إنني متفائل بحذر إزاء ما قد تحمله المرحلة المقبلة".
تعهدات وتحديات كبيرة
بدوره، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات، إن التعهدات التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقادة العرب بشأن إنهاء الصراع في المنطقة تواجه صعوبات كبيرة في التطبيق.
وأوضح شنيكات أن ترامب سبق وأن قدم عدة تعهدات ثم تراجع عنها، ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل أيضا في الأزمة الأوكرانية.
وأشار إلى أن ترامب وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة إلا أن النزاع ما زال مستمرا، دون أن تحقق هذه التعهدات نتائج ملموسة.
وأضاف إن التصريحات السابقة للرئيس الأميركي تشير إلى أن أصحاب القرار في موضوع الحرب على غزة هم حكومة الاحتلال، ما يجعل من غير المتوقع أن يمارس ضغوطا لإنهاء الحرب، حيث إن الكيان الصهيوني يعد جزءا من المعادلة الداخلية الأميركية.
وأوضح شنيكات أن هناك تنسيقا مستمرا بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، مشيرا إلى أن كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومندوب واشنطن في الأمم المتحدة ووزير الدفاع، يمثلون تيارا من "الصقور" يدافع عن مصالح الاحتلال، مما يقلل من احتمالية ممارسة ضغط على تل أبيب.
وأكد أن السيناريو الأكثر احتمالا يتمثل في انتظار ترامب لقدرة دولة الاحتلال على إنهاء الحرب ليعلن بعدها أن الحرب قد انتهت، مشيرا إلى أن هذا قد يكون المسار الذي يتبعه الرئيس الأميركي.
صبر ترامب قد ينفد
بدوره، أكد المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي الدكتور منذر الحوارات، أن ترامب هو الشخصية الوحيدة القادرة على وقف ما يجري في غزة، وذلك في حال قرر وقف تزويد الاحتلال بالأدوات التي تمكنه من مواصلة عدوانه.
وأشار إلى أن ترامب سبق أن طرح مشروعا باسم "ريفيرا الشرق" وأوكل مهمة متابعته إلى صهره جاريد كوشنر، وكان جوهره يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب في غزة، عبر الحصول على ضمانات واضحة بعدم وجود حركة حماس.
وأوضح الحوارات أن هذا التوجه يعكس رؤية ترامب التي تخدم في الأساس مصالحه الخاصة، حتى وإن بدت متقاطعة في بعض الجوانب مع أهداف رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي يدرك بدوره طبيعة شخصية ترامب ويتعامل معها بحذر.
غير أن الحوارات لفت إلى أن صبر ترامب قد ينفد في لحظة ما، خصوصا في ظل الطريقة التي يدير بها نتنياهو الحرب وما خلفته من أعداد كبيرة من الضحايا، إلى جانب ما وصفه بـ"الهجرة الدبلوماسية" عن إسرائيل في الأمم المتحدة مؤخرا.
وأضاف إن ترامب، رغم إعلانه المتكرر عن التزامه بدعم الكيان الصهيوني، إلا أنه يضيق ذرعا من غياب النتائج الملموسة، مستشهدا بتصريح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن "الحرب في غزة قد تكون الطريق الوحيد أمام ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام"، وهو تصريح يرى الحوارات أن ترامب تلقفه باهتمام.
ورغم ذلك، شدد على أنه لا ينبغي التعويل كثيرا على مواقف ترامب، مشيرا إلى أن المصالح الأميركية-الإسرائيلية لا تزال راسخة، وأن الحزب الجمهوري لم يشهد تغيرات داخلية تدفعه لتغيير سياسته تجاه تل أبيب.
وتابع: "كما أن علاقات ترامب مع الدول العربية تقوم على أساس مصلحي براغماتي، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة انقسامات داخلية حادة لا تسمح بتحولات سياسية كبرى".
أما في إسرائيل، فيؤكد الحوارات أن نتنياهو ما يزال يحظى بأغلبية برلمانية تتيح له الاستمرار في خططه، بدعم من تيار يميني متشدد يتبنى نهجا أيديولوجيا بحتا، بعيدا من أي مقاربة سياسية واقعية.

الغد











طباعة
  • المشاهدات: 13454
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-09-2025 08:27 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم