بقلم : علي الدلايكة
اختصر ولخص جلالته ما هو مطلوب وحيث ان الكلام ما قل ودل اننا اما خيار واضح وهو اما الاستمرار على درب الحرب والظلم الدولي او سلوك طريق السلام على اساس حل الدولتين ولطالما تحدث بذلك جلالته وطرحه على ارفع واعلى مستويات القرار عالميا ولكن الاذان صمت عن سماع ذلك والخذ به على محمل الجد في حينه وقد كانت هناك غشاوة حجبت الرؤيا وعمت البصيرة نتيجة الانجرار خلف اوهام وادعاءات وكذب وتلفيق الكيان الغاصب وقلبه للحقائق وانكاره للحقوق وما ان انكشفت الغمة واستعاد العالم بصره وبصيرته وظهر من جديد ضميره الذي كان مستترا وبعد ان زال الجمود والغموض عن انسانيته واصبحت الاحداث والوقائع ملموسة له ولا مجال لانكارها او تجميلها وعاد الرشد والحكمة والاتزان في الفكر والتفكير اقر ان ما كان يطرحه جلالته هو ما يجب ان يكون وما يجب العمل به رغم ثمانون عاما من جلسات لمجلس الامن والجمعية العمومية ولم يصدر عنها الا الادانة والشجب والاستنكار دون ان تستخدم قوتها القانونية في فرض ما يجب على الكيان الانصياع اليه والالتزام به... فكم اضعنا من الوقت والجهد وكم هي الخسائر المادية والبشرية والانسانية والاقتصادية التي دفعت اثمانها دول المنطقة وشعوبها عوضا عن ان تدفع وتنفق في مسارات التنمية والتحديث والتطوير ورفاه الشعوب...
نحن امام لحظات تاريخية فاصلة في عمر هذا الصراع وعمر المنطقة يتوجب على الجميع الاصرار على اتمام مسارها وفرض الحلول المقترحة على جميع الاطراف وان لا يسمح لاي طرف ان يعمل على اجهاضها وان تستمر الدول التي اعترفت جميعها في مساعيها في تحقيق هذا الحلم وانهاء هذا الصراع ودوامة العنف في المنطقة وان يمارسوا دورا فاعلا بالضغط على الولايات المتحده الامريكيه بالانضمام الى هذا الحدث العالمي وان لا تفقد ديموقراطيتها وانسانيتها اكثر مما هي عليه وان لا تفقد الكثير من التحالفات في المنطقة وعالميا بسبب موقفها المنحاز كاملا مع الكيان وان تحرص بان لا تحدث شرخا في اي اتفاق لا يروق للكيان الالتزام به وان تعي امريكا واسرائيل ان الديمقراطيات العالمية اجمعت على ذلك وان خلاف ذلك سينعكس عليهما ومصالحمها بالخطر وان الفوضى ستكون البديل وانها ستطال الجميع ولن يقدر احد على التصدي لها او مجابهتها ....
هي فرصة تاريخية وقد تكون الاخيرة في ان يستعيد مجلس الامن الدولي مكانته والقه وهيبته في فرض سيادة القانون الدولي على الجميع وان لا يظهر بمظهر العاجز امام هذا العنف والتمرد الذي يسلكه الكيان والذي من شأنه ان يعظم خطاب الكراهية والعنف والتحريض ويدعم الحركات الارهابية والتطرف ويوفر لها البيئة المناسبة لان تتمدد ويتسع نفوذها ونشاطها....
لقد قال العالم كلمته بالاغلبية بان لا عودة للخلف ولا تراخي ولا تسويف في الشروع بانهاء كل اشكال العنف بالمنطقة وضرورة العيش الكريم المشترك لجميع شعوب المنطقة وحسن الجوار وان تترسخ قيم الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل بين الجميع الذي يبعث على الامل بعيدا عن كل ما يحبط او يربك