23-09-2025 09:08 AM
بقلم : الدكتور فارس العمارات
تُساعد الابتكارات والتقنيات الجديدة، مثل :اتصالات الجيل الخامس والواقع المُعزز، الشرطة ورجال الأمن على الرؤية والسمع والتصرف بطرق لم تكن ممكنة من قبل. على سبيل المثال: عندما يصل ضابط إلى مشهد غير مألوف، يمكنه استخدام نظارات الواقع المعزز للوصول إلى معلومات مهمة، مثل :المكالمات السابقة من المبنى الذي يتواجد فيه، أو معرفة جميع مخارج هذا المبنى، أو مراجعة سجلات الجرائم الأخيرة التي حدثت فيه.
ويستطيع رجال الأمن والشرطة اتخاذ إجراءات لحماية أنفسهم وتحسين خدمتهم للجمهور. ويمكنهم الوصول الفوري إلى الحالة الصحية الجسدية والنفسية للمواطن الذي يتوجهون إليه، فإذا كان لديه خلفية من حالات صحية حرجة، يمكنهم طلب المساعدة الطبية على الفور، مما يوفر الوقت وقد ينقذ حياته.
وتُعين التكنولوجيا الحديثة أيضًا على إنشاء نسخ احتياطية رقمية للمنطقة المعنية. ويمكن برمجة الطائرات الصغيرة المُسيرة دون طيار، على سبيل المثال، لمرافقة رجال الشرطة اثناء أدائهم الاعمال الميدانية اثناء مراقبة الحشود والتجمعات والتظاهرات والاعتصامات ، ومراقبة مواقعهم عبر تصوير فيديو مستمر مما يضمن عدم دخول أي من الضابط والافراد في موقف خطير بمفردهم .
والعالم في الوقت الحاضر مليء بمجموعة كبيرة من البيانات التي يتم تجميعها من مصادر متنوعة مثل كاميرات الجسم، وقارئات لوحات السيارات، وكاميرات الفيديو، وأجهزة استشعار ذكية أخرى، مما ينتج عنه كميات ضخمة من البيانات يوميًا. يعتمد نجاح استراتيجيات الأمن المُستقبلية على القدرة على استخدام هذه الكميات الكبيرة من البيانات بسرعة وكفاءة لتقديم الدعم في التحقيقات وتنفيذ الإجراءات الضرورية.
ولا يستطيع أي شخص تحليل هذه الكميات الهائلة من البيانات حتى لو قضى عمره في ذلك، لذا سيكون للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي دور محوري في التحقيقات المستقبلية وتوقع الجرائم. إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل الأنماط وبيانات الاستشعار وسجلات البيانات، مما يساعد الجهات المختصة على تحديد النقاط الحرجة، واكتشاف الروابط الأساسية بين المشتبه بهم، واستكشاف رؤى إضافية مخفية في هذه الكميات الهائلة من البيانات.
إلى جانب العدد الكبير من أجهزة الاستشعار التي تستخدمها المدن الذكية، هناك نوع جديد منه يُعرف بالاستشعار الموزع، وهو تقنية متطورة تستخدم كابلات الألياف الضوئية كأدوات استشعار لرصد المشكلات البيئية والصناعية وكشفها والحد منها.
وتوفر هذه التقنية قياسات آنية على طول كابل الألياف، بخلاف المُستشعرات التقليدية التي تعتمد على أجهزة منفصلة لقياس الحالات في نقاط محددة مسبقًا. تُستخدم هذه التقنية لرصد درجات الحرارة، والضغط والأصوات، ومراقبة الأعطال في الأنشطة الصناعية الحساسة. وترتبط المعلومات المستخلصة بواسطة الاستشعار الموزع بالمعلومات الموجودة في قواعد بيانات المدينة الذكية، مما يمكّن من إرسال دوريات شرطية في الوقت والمكان المناسبين لمعالجة أي مشكلات قد تظهر عند الحاجة.
| 1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-09-2025 09:08 AM
سرايا |
| لا يوجد تعليقات | ||