21-09-2025 08:46 AM
بقلم : ماهر أبو طير
يعلن الاحتلال الإسرائيلي عن القبض على 4 اشخاص عبروا الحدود من الأردن، من غير الأردنيين وليس بحوزتهم أي أسلحة.
يأتي هذا بعد فترة قصيرة من حادثة معبر الكرامة، ومقتل إسرائيليين على يد سائق أردني، وهي الحادثة التي تم ربطها بحوداث سابقة، إلى درجة أن الإعلام الإسرائيلي سرب معلومة عن تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية يتهم الأردن فيها بعدم ضبط الجسور.
هذا كله يأتي ويتزامن مع تسريبات على مدى عامين عن حالات تسلل من الأردن الى إسرائيل، وبعضها يحاول تهريب الأسلحة، لكن إسرائيل ذاتها تتعامى عن محاولات تهريب المخدرات من جنوب فلسطين المحتلة الى الأردن، وتسكت على محاولات تهديد الأردن.
يهدد الإسرائيليون الأردن، تارة بطرد حملة الرقم الوطني في الضفة الغربية الى الأردن، وتارة بضم الأردن الى مشروع إسرائيل الكبرى، وتارة بوقف تدفق المساعدات من الأردن الى غزة، واحيانا بإقامة جدار عازل يفصل الأردن عن فلسطين، واخيرا تأسيس فرقة عسكرية ستكون مهمتها السيطرة على الحدود مع الأردن، وسبق ذلك محاولة نشر قوات عسكرية اعترض عليها الأردن.
لن تبقى الحدود الأردنية الفلسطينية كما هي، لاعتبارات كثيرة، خصوصا، مع الجرائم التي يتم ارتكابها في غزة والضفة الغربية، وتورط عدد من السياسيين الإسرائيليين بالتهديدات العلنية ضد الأردن، دون سبب، سوف استهداف الأردن ضمن المشروع الإسرائيلي، واذا كانت إسرائيل تبحث عن ذرائع لتصعيد حملاتها، إلا أن المؤكد أن تل أبيب مشغولة حاليا بجبهات ثانية، وهذا يعني أن الأردن جبهة في العقيدة الإسرائيلية لكنها جبهة مؤجلة قليلا.
وصل الأمر بالاحتلال الى حد تهديد الأردن بقطع الماء والغاز، وهذا تهديد اقتصادي له كلفته المالية اذا وقع، بما يؤكد ان النية الاساسية هي استهداف الأردن، وقد نشهد خلال الفترة المقبلة تصعيدا في الاجراءات الإسرائيلية، بما يوجب على الأردن ان يكون جاهزا لكل الاحتمالات، خصوصا ان تل ابيب تحمل الأردن مسؤولية تشجيع الاوروبيين على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعتبر ان الأردن شن حملة اتصالات للدولية للضغط لإدخال المساعدات الى قطاع غزة، وهناك تفاصيل كثيرة قد لا تعلنها عمان الرسمية، في ظل تعقيدات الصورة، وما خفي في ظلالها.
الورقة الاكثر حساسية التي قد يستعملها الاحتلال، تتعلق بوصاية الأردن على المسجد الاقصى، ولن يكون غريبا نوع الوصاية الأردنية واحلال الادارة الإسرائيلية في سياق تهويد مدينة القدس من جهة، وفي سياق ايذاء الأردن كونه المسؤول عن المقدسات، ونحن نرى يوميا عمليات الاقتحام، وقد تتصاعد هذه التصرفات بشكل خارج التوقعات في سياق الرد على ما يعتبره الإسرائيليون سياسات أردنية غير مناسبة، تتجلى تعبيراتها بالمنطوق السياسي الأردني.
أصل الازمة هو الاحتلال، حتى لا يتوه بعضنا من خلال تصنيع اسباب داخلية أردنية بكونها السبب في هذا المشهد، ومهما حاول الأردن اطفاء الذرائع التي قد تستعملها إسرائيل ضد الأردن، إلا أن الأردن مدرج على الاجندة الإسرائيلية في كل الاحوال، حتى لو كان الأردن واحة سلام في تعاملاته مع الإسرائيليين، حيث إننا اليوم نقف في ذروة الاجندة الإسرائيلية من خطر التهجير وصولا الى محاولة الاحتلال، لإقامة مناطق آمنة، او حتى التوطئة لتدفق كتل سكانية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-09-2025 08:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |