20-09-2025 08:39 AM
بقلم : ا. رنا عياش
وقد وقفت وكل اردني وعربي امام خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الدوحة (القمه العربية الإسلامية الطارئة) والتي كعادته تألق جلالة الملك في التحليل والتحذير وشد العزم العربي . مطالبا برد عربي حازم يوازي هذا التطرف غرب النهر.
فقد استمعت مطولا أمام كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في اجتماع الدوحة الأخير، وهو يشير إلى ما وصلت إليه المنطقة من تدهور وأزمات.
قبل حرب غزة الأخيرة، كنت أتأمل كثيرا تصريحات جلالته، التي حذر فيها مرارا من تطرف الحكومة الإسرائيلية، مؤكدا أن لا حل إلا بحل الدولتين. تكررت هذه التحذيرات عشرات المرات، في محاولة صادقة لتجنيب المنطقة ما تعانيه اليوم.
كمواطنة أردنية تهتم برأس الدولة، وكمواطنة عربية أرى في جلالته واحدا من أهم العقول السياسية العربية القادرة على استقراء الأحداث، أجد نفسي مضطرة للاعتراف بأنني لست خبيرة في السياسة ولا كواليسها. لكن ما يجري اليوم من حرب في غزة، وما يرافقها من قتل جماعي ودمار أشبه بالجحيم، يجعل أي مواطن لا يستطيع أن يبقى بعيدا عن هذه القضايا.
حين أعود إلى أرشيف خطابات وتصريحات جلالة الملك، أكتشف أنه كان منذ سنوات يحذر من هذا الانحدار الأخلاقي والعسكري الذي انعكس على حياة الآلاف، وأدى إلى خسائر اقتصادية ألقت بظلالها على الشرق الأوسط وسياحته.
لقد كان جلالته يستشرف المستقبل وكأنه يراه أمامه، محذرا من سياسات حكومة الاحتلال، ومن التمدد الخطر داخل الأراضي الفلسطينية وانعكاساته على دول الجوار التي نخشى انفجارها.
اليوم، وبعد أن وقعت الكارثة، ندرك أكثر من أي وقت مضى أننا بحاجة ماسة إلى صوت الاعتدال ذلك الصوت الذي مثله جلالة الملك، وحاول عبر سنوات أن يجنب المنطقة الانزلاق إلى ما نعيشه الآن.
رنا عياش
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-09-2025 08:39 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |