حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3845

الخطيب يكتب: زيارة ولي العهد إلى واشنطن .. الأردن يبعث برسائل سياسية واقتصادية ويؤكد شراكته في صناعة الحلول

الخطيب يكتب: زيارة ولي العهد إلى واشنطن .. الأردن يبعث برسائل سياسية واقتصادية ويؤكد شراكته في صناعة الحلول

الخطيب يكتب: زيارة ولي العهد إلى واشنطن ..  الأردن يبعث برسائل سياسية واقتصادية ويؤكد شراكته في صناعة الحلول

18-09-2025 10:07 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عقيد امن عام متقاعد/ محمد جميل الخطيب
تأتي زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في توقيت بالغ الحساسية، وسط تطورات إقليمية متسارعة وظروف إنسانية وسياسية معقدة، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية. هذه الزيارة، التي شملت لقاءات مع عدد من أبرز أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي، حملت في طياتها أبعاداً سياسية واقتصادية وتنموية، ورسائل استراتيجية تعبّر عن رؤية الأردن المتزنة وموقعه كفاعل رئيسي في معادلات الأمن والاستقرار في المنطقة.
من أبرز الرسائل التي حملها سمو ولي العهد خلال هذه اللقاءات، التحذير الصريح من خطورة الإجراءات الأحادية التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية، والتي تُقوّض فرص السلام العادل وتُغذي الخطابات المتطرفة، ما يشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي. هذا التحذير لم يكن مجرد موقف سياسي، بل تأكيد متجدد على ثوابت الدولة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، ورفضها لأي محاولات لفرض واقع جديد يتنافى مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وقرارات الشرعية الدولية.
في المقابل، شدد سموه على ضرورة وقف الحرب على غزة، التي تشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشيراً إلى أهمية وضع حد للمأساة المستمرة هناك، بالتوازي مع العمل على تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية. هذه الرسائل لاقت تجاوباً واضحاً من بعض أعضاء الكونغرس، ومنهم السيناتور جين شاهين والسيناتور كريس فان هولين، اللذين أبديا تأييداً صريحاً لمواقف الأردن الداعية إلى وقف القتال وتكثيف الاستجابة الإنسانية، ما يعكس مساحة مشتركة في الرؤية الإنسانية والسياسية بين عمّان ودوائر القرار في واشنطن.
وعلى المستوى الاقتصادي، حرص سمو ولي العهد على تسليط الضوء على أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية الأردنية–الأمريكية، كركيزة أساسية في دعم جهود التحديث والنمو المستدام. وخلال لقائه بنواب مثل ماريو دياز بالارت ومايك لولر، شدد سموه على ضرورة توسيع مجالات التعاون والاستثمار بما يخدم أولويات الأردن الاقتصادية، ويساهم في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، التي تستهدف تحفيز النمو، وتمكين الشباب، وتعزيز بيئة الأعمال.
كما تضمنت الزيارة نقاشاً حول مشاركة الأردن في المشاريع الاقتصادية الإقليمية، وهي خطوة تؤكد رغبة المملكة في أن تكون جزءاً من الحلول التنموية المشتركة، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية التي تتطلب تكامل الجهود وتعزيز المصالح الاقتصادية المتبادلة. وفي هذا السياق، تطرق سمو ولي العهد أيضاً إلى مشاريع "المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل"، والتي تُعنى باستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتطوير الصحة الرقمية، وتحسين البنية التحتية التكنولوجية، ما يعكس رؤية الأردن الطموحة للتحول الرقمي كأداة رئيسية في نهضته الوطنية.
تُجسد هذه الزيارة مكانة الأردن كدولة صاحبة موقف ورؤية، تجمع بين الالتزام السياسي والإنساني، والطموح الاقتصادي والتنموي، والقدرة على التأثير في الملفات الإقليمية والدولية الحساسة. كما تعكس صورة واضحة عن جيل جديد من القيادة الهاشمية، قادر على بناء الجسور وتعزيز الحضور الأردني في المحافل الدولية، ليس فقط كصوت للسلام والاستقرار، بل كشريك فعّال في صياغة حلول المستقبل.
إن الرسالة الأهم التي خرجت بها هذه الزيارة هي أن الأردن لم يعد مجرد طرف يتفاعل مع الأحداث، بل شريك موثوق في صناعتها، وصاحب دور متزن ومسؤول في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى عقلانية سياسية ورؤية استراتيجية تستشرف التحديات وتبني على الفرص.











طباعة
  • المشاهدات: 3845
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-09-2025 10:07 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم