17-09-2025 09:45 AM
بقلم : المهندس ثائر عايش مقدادي
في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الدول العربية، وتفاقم مظاهر التطرف الصهيوني التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، برزت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة كصرخة عربية وإسلامية حازمة تقول إن الصمت لم يعد خيارًا. الهجوم الغادر على العاصمة القطرية لم يكن مجرد انتهاك عابر، بل تجسيدًا للتطرف الصهيوني الذي أصبح يفرض سيطرته على الأمن الإقليمي دون رادع، ويستهدف تدمير استقرار الدول العربية والإسلامية بشكل ممنهج.
التطرف الصهيوني ليس مجرد تصرفات عسكرية معزولة، بل هو استراتيجية ممنهجة تعتمد على تهديد الأمن العربي، وتوسيع النفوذ الإسرائيلي على حساب الحقوق العربية المشروعة. الهجمات الأخيرة على قطر، والتي وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني بـ”العدوان الغاشم”، تمثل نموذجًا صارخًا لهذه السياسة العدوانية، مؤكداً أن “أمن قطر من أمننا جميعًا”، وأن “العدوان على قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود، وردنا يجب أن يكون واضحًا، حاسمًا، ورادعًا”. هذه الكلمات تؤكد أن مواجهة التطرف الصهيوني أصبحت ضرورة استراتيجية، وأن أي تقاعس سيضاعف المخاطر على الأمة.
لقد دعا جلالة الملك عبدالله الثاني سابقًا إلى تشكيل تحالف عربي إسلامي عسكري قادر على ردع العدوان الإسرائيلي وحماية الأمن العربي والإسلامي. اليوم، ومع استمرار الهجمات الإسرائيلية، باتت هذه الدعوة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. هذا التحالف يمثل خطوة استراتيجية ضرورية لردع التطرف الصهيوني ومنع تكرار الاعتداءات على الدول العربية، ويجب أن يقوم على أسس متينة تشمل:
•ردع العدوان الإسرائيلي عسكريًا، بما يعيد الردع إلى مكانه الطبيعي ويوقف جموح الاحتلال.
•تعزيز القدرات الدفاعية والاستخباراتية للدول الأعضاء، لضمان حماية الحدود والمصالح الحيوية.
•التنسيق السياسي والدبلوماسي على المستوى الإقليمي والدولي، لمواجهة السياسات الإسرائيلية العدوانية وممارسة الضغط على المجتمع الدولي للقيام بدوره.
•الاستفادة الإعلامية والتوعوية لكشف التطرف الصهيوني، وكشف ممارساته العدوانية أمام الرأي العام العربي والدولي.
المرحلة القادمة تتطلب خطة عمل شاملة واستراتيجية قوية تشمل:
1.تعزيز الجبهة الدفاعية المشتركة: تحديث القوات والمعدات العسكرية، وتأهيل الجيوش للتصدي لأي عدوان محتمل، بما يعكس قدرة حقيقية على الدفاع والرد.
2.شبكة استخباراتية عربية وإسلامية: تبادل المعلومات والتقديرات الأمنية بشكل عاجل وفعال، لرصد أي تحركات إسرائيلية وصد التهديدات قبل وقوعها.
3.تحرك دبلوماسي موحد: توحيد المواقف العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وفضح السياسات العدوانية الإسرائيلية، وضمان دعم الحقوق العربية والفلسطينية.
4.التوعية الإعلامية المكثفة: استخدام الإعلام والفضائيات ووسائل التواصل لنقل الحقائق، وكشف التطرف الصهيوني، وتعزيز الوعي العربي والإسلامي بحقوق الأمة ومصالحها.
5.تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني: دعم البنية التحتية للدفاع، وتأمين الموارد الضرورية للتحرك العسكري والدبلوماسي، بما يعزز صمود الدول العربية والإسلامية أمام أي تهديد.
إن التحالف العربي الإسلامي العسكري ليس مجرد فكرة سياسية، بل هو ضرورة ملحة لإعادة التوازن في المنطقة، وحماية الدول العربية من الاستهداف الإسرائيلي المتكرر. هذا التحالف يمثل الدرع الحقيقي الذي يعيد الردع إلى مكانه الطبيعي، ويوقف الانتهاكات الإسرائيلية، ويؤكد أن الأمة العربية والإسلامية قادرة على الدفاع عن حقوقها، واستعادة هيبتها الدولية.
الأمة العربية والإسلامية اليوم أمام مفترق طرق حاسم. التطرف الصهيوني والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة يفرضان علينا الحزم والتخطيط الاستراتيجي. بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، وبتعاون كامل بين الدول العربية والإسلامية، يمكن للتحالف العربي الإسلامي العسكري أن يكون قوة ردع حقيقية، ودرعًا يحمي الأمة من أي تهديد، ويعيد الردع إلى مكانه الطبيعي، ويوقف العدوان الإسرائيلي المتكرر. هذه هي اللحظة التاريخية التي تتطلب وحدة القرار العربي والإسلامي، وحسمًا واضحًا تجاه التطرف الصهيوني، لضمان أمن واستقرار الأجيال القادمة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-09-2025 09:45 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |