سرايا - التدخين الإلكتروني، المعروف بالسجائر الإلكترونية، أصبح ظاهرة واسعة الانتشار في السنوات الأخيرة بفضل اعتباره بديلاً للسجائر التقليدية. ومع ذلك، فإن ممارسة التدخين الإلكتروني داخل السيارة تثير العديد من التساؤلات حول المخاطر والتحديات المتعلقة بها. فبينما يعتقد البعض أنه خيار آمن وأقل ضرراً، تظهر الدراسات والممارسات العملية عكس ذلك. ولكن لماذا يجب أن تكون هذه الممارسة مصحوبة بالحذر؟ هذا هو ما سنتناوله بالتفصيل في السطور التالية.


مخاطر التدخين الإلكتروني داخل السيارة: يظن بعض السائقين أن التدخين الإلكتروني (الفيب) أكثر أمانًا من السجائر التقليدية، لكن الحقيقة أن استخدامه داخل السيارة يُشكل مخاطر متعددة على السائق والركاب والمركبة نفسها. إذ يؤدي إلى مشاكل في الرؤية، ويزيد من احتمالية الحوادث، فضلًا عن تأثيره السلبي على الصحة وقيمة إعادة بيع السيارة.

1. مشاكل في الرؤية أثناء القيادة: يُنتج التدخين الإلكتروني سحبًا كثيفة من البخار تحتوي على قطرات دقيقة من السوائل. هذه الغيوم تقلل من وضوح الرؤية، خصوصًا عند غلق النوافذ أو تشغيل مكيف الهواء، حيث يمكن أن تُسبب ضبابًا على الزجاج الأمامي. ضعف الرؤية أثناء القيادة يزيد من مخاطر الحوادث ويُعرض حياة السائق والركاب للخطر.

2. مخاطر انفجار البطارية: تعمل معظم أجهزة التدخين الإلكتروني ببطاريات ليثيوم-أيون، وهي شديدة الحساسية للحرارة والصدمات. في بعض الحالات النادرة ولكن الخطيرة، قد تؤدي الأعطال الكهربائية أو ارتفاع الحرارة إلى انفجار البطارية داخل السيارة، مما يتسبب في أضرار جسيمة للمركبة وخطر مباشر على الركاب.

3. التشتت وفقدان التركيز: يُعد التدخين الإلكتروني داخل السيارة من أسباب تشتيت الانتباه أثناء القيادة. إمساك الجهاز أو إعادة تعبئته أو تشغيله قد يُسبب فقدان السيطرة على عجلة القيادة، مما يزيد احتمالية وقوع الحوادث.

4. تأثير سلبي على صحة الركاب: استنشاق الأبخرة الناتجة عن التدخين الإلكتروني داخل المساحات المغلقة مثل السيارة يُجبر الركاب على استنشاق النيكوتين والجسيمات الدقيقة بشكل غير مباشر، مما يُلحق الضرر بالرئتين ويؤثر سلبًا على صحة الجهاز التنفسي، خاصة للأطفال وكبار السن.

5. تراكم الروائح والبقايا داخل المقصورة: تحتوي أبخرة التدخين الإلكتروني على مواد مثل الجلسرين النباتي والنيكوتين، والتي تترسب مع الوقت على لوحة القيادة، المقاعد، والزجاج. يؤدي ذلك إلى اتساخ المقصورة الداخلية وانبعاث روائح مزعجة، فضلًا عن انسداد فلتر هواء المقصورة وانخفاض جودة الهواء داخل السيارة.

6. انخفاض قيمة إعادة بيع السيارة: مع مرور الوقت، تترك الأبخرة والروائح العالقة أثرًا دائمًا داخل السيارة، مما يجعل تنظيفها أصعب ويُقلل من قيمتها السوقية عند إعادة البيع. السيارات المتأثرة بالتدخين الإلكتروني غالبًا ما تكون أقل جذبًا للمشترين.

التدخين الإلكتروني داخل السيارة ليس مجرد عادة شخصية، بل ممارسة خطيرة تُهدد السلامة المرورية، وتُؤثر على صحة الركاب، وتُسبب تلفًا طويل الأمد للمركبة. وللحفاظ على الأمان والنظافة وقيمة سيارتك، يُنصح بتجنبه تمامًا أثناء القيادة.

يطرح الكثير من السائقين سؤالًا مهمًا: هل التدخين الإلكتروني (السجائر الإلكترونية) أثناء قيادة السيارة قانوني؟

وفقًا للقانون الاتحادي رقم (15) لسنة 2009 بشأن مكافحة التبغ في دولة الإمارات العربية المتحدة، هناك ضوابط صارمة تحكم التدخين داخل المركبات للحفاظ على الصحة العامة وسلامة الطرق.

الحظر عند وجود الأطفال: ينص القانون بوضوح على أنه يُحظر التدخين داخل السيارة في حال وجود طفل دون سن 12 عامًا. يشمل ذلك جميع أشكال التدخين بما فيها السجائر التقليدية والتدخين الإلكتروني. الهدف من هذا التشريع هو حماية الأطفال من مخاطر التدخين السلبي والنيكوتين.

الغرامات والعقوبات:

التدخين أثناء القيادة سواء كان تدخينًا تقليديًا أو إلكترونيًا يُعتبر مخالفة مرورية قد تؤدي إلى غرامة تصل إلى 800 درهم إماراتي مع إضافة أربع نقاط مرورية على السائق.

كما يندرج التدخين الإلكتروني تحت بند القيادة المشتتة، وهو ما قد يُسفر عن غرامات إضافية ونقاط مرورية نظرًا لخطورة فقدان التركيز أثناء القيادة.

التدخين الإلكتروني = قيادة مشتتة: رغم أن البعض يعتقد أن التدخين الإلكتروني أقل ضررًا، إلا أن القانون الإماراتي يعامله بنفس جدية التدخين التقليدي، نظرًا لأنه يعيق الانتباه ويُنتج أبخرة تؤثر على وضوح الرؤية داخل السيارة.

التدخين الإلكتروني أثناء قيادة السيارة في الإمارات غير قانوني، خاصة مع وجود أطفال، ويُعرض السائق لغرامات مالية ونقاط مرورية. لذلك، من الأفضل تجنبه تمامًا للحفاظ على سلامتك وصحتك وللالتزام بالقوانين المرورية.

التدخين الإلكتروني داخل السيارة مع وجود الأطفال موضوع حساس للغاية. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لبخار السجائر الإلكترونية يعانون من مشاكل صحية أكثر من غيرهم، مثل ضعف المناعة وصعوبة التنفس. في العديد من الدول، أصبح التدخين الإلكتروني مع وجود الأطفال في السيارة مخالفة قانونية يمكن أن تؤدي إلى غرامات وعقوبات.

التشريعات الدولية بشأن هذه الممارسة: في كندا، يُمنع التدخين الإلكتروني بشكل كامل داخل السيارة إذا كان هناك ركاب دون سن الـ16 عامًا. وفي الولايات المتحدة، تختلف التشريعات من ولاية إلى أخرى، لكنها عمومًا تُشدد على أن هذا النوع من التدخين الإلكتروني يشكل خطرًا صحيًا يستوجب تنظيمه بصرامة.

بخار السجائر الإلكترونية لا يؤثر فقط على السائق، بل يمتد تأثيره ليشمل الركاب داخل السيارة. يمكن أن يشعر الركاب بالاختناق أو تهيج العيون بسبب المواد الكيميائية الموجودة في البخار، مما يجعل هذه الممارسة غير مريحة وغير صحية.

أهمية الحفاظ على بيئة صحية داخل السيارة: الحفاظ على بيئة صحية داخل السيارة مطلب أساسي، خاصة إذا كانت الرحلة طويلة أو يوجد أطفال وكبار السن. لذلك، الأمور التي تؤثر على جودة الهواء يجب تجنبها تمامًا لضمان سلامة جميع الموجودين.

إذا كان لا بد من استخدام السجائر الإلكترونية داخل السيارة، فمن المهم اتباع بعض الإجراءات لضمان تقليل المخاطر. على سبيل المثال، يمكن فتح النوافذ أثناء التدخين لتحسين التهوية وتقليل تراكم البخار. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بعدم التدخين الإلكتروني أثناء القيادة لضمان الحفاظ على التركيز الكامل.

إجراءات إضافية لضمان السلامة: من الأفضل أن يخصص السائق وقتًا خارج السيارة لممارسة التدخين الإلكتروني. إذا كانت هناك حاجة ملحة لاستخدام السجائر الإلكترونية، يمكن القيام بذلك عندما تكون السيارة متوقفة في مكان آمن بعيدًا عن الطريق.

التدخين الإلكتروني داخل السيارة يتطلب الحذر لعدة أسباب رئيسية تشمل تراكم البخار وتأثيره السلبي على الرؤية، تقليل تركيز السائق، والإضرار بجودة الهواء داخل السيارة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الممارسة إلى انتهاك القوانين في بعض الدول، مما يجعلها مخاطرة قانونية وصحية.

نظرة إلى المستقبل: مع زيادة استخدام السجائر الإلكترونية، يصبح من الضروري رفع مستوى الوعي حول مخاطرها وتوفير التوجيهات اللازمة لتفادي تأثيراتها السلبية، خصوصًا داخل السيارات وأثناء القيادة.