حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3088

د. نضال المجالي يكتب: من قتل الدراما الأردنية؟

د. نضال المجالي يكتب: من قتل الدراما الأردنية؟

د. نضال المجالي يكتب: من قتل الدراما الأردنية؟

16-09-2025 12:07 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. نضال المجالي
اكتب ردا على سؤال الصحفي هاشم الخالدي ناشر موقع سرايا الإخباري في خروجه على شاشة سرايا متسائلا من قتل الدراما الأردنية؟

صباح الخيارات… وصباح الحقيقة التي لا بد من قولها: من قتل الدراما الأردنية؟ سؤال مؤلم، لكنه في مكانه، ويجب أن نطرحه بجرأة، لا لجلد الذات، بل لتفكيك الواقع بكل وضوح.

الدراما الأردنية لم تُقتل بسكينٍ واحد، بل توالت عليها الطعنات من كل اتجاه، حتى أصبحت اليوم ذكرى باهتة لما كانت عليه، أو لما كان يمكن أن تكون عليه.

أول القتلة: الذوق العام الذي انجرف نحو التفاهة

نعم، الذوق العام تغير. الجمهور اليوم – إلا من رحم ربي – بات ينجذب للمحتوى السريع، السطحي، الساخر أحياناً حد الابتذال، وأصبح “الترند” أهم من القيمة، و”المشاهدات” أعلى من الرسالة. هذا الذوق هو من وجه البوصلة للكاتب والمنتج، ليركضوا خلف ما يُطلب لا خلف ما يُفترض أن يُقدم.

ثاني القتلة: بعض المحطات الأردنية الخاصة

بدلاً من احتضان الدراما، اختارت بعض المحطات فتح الأبواب لمن لا يملكون لا تجربة إعلامية ولا خلفية ثقافية، فقط لأنهم “مشاهير” على وسائل التواصل. النتيجة؟ برامج مستهلكة، بلا مضمون، تصرف عليها الأموال دون أن ترفد المشهد الثقافي أو الفني بأي قيمة تُذكر.

ثالث القتلة: اختزال الإعلام بالأخبار فقط

نحن في بلدٍ يحترف نقل الحدث، لكننا نسينا أن الإعلام ليس فقط أن تنقل ما وقع، بل أن تبني رؤية للغد. الدراما ليست ترفاً، بل وسيلة لصناعة وعي الأجيال، لتحليل الحاضر واستشراف المستقبل. لكننا تركنا الدراما خلف ظهورنا، وركّزنا على العاجل والمباشر فقط.

رابع القتلة: غياب الحاضنة الحقيقية للفنان

ما يجمع الفنانين الأردنيين اليوم – بكل أسف – هي السهرات، لا صالونات فكرية أو نقاشات فنية. لا توجد مساحات للحوار، ولا بيئة حقيقية تحترم وتحتضن الفن كرسالة. الفن في الأردن تحول إلى “هواية” لا مهنة، وإلى مجاملة لا بناء.

خامس القتلة: انعدام الجدوى الاقتصادية

الدراما الأردنية اليوم لا تدرّ دخلاً. لا على المنتج، ولا على الفنان، ولا على الفني. فكيف نطلب من شباب أن يتجهوا لهذا المجال، وهم يرونه طريقاً إلى الفقر أو التهميش؟ العمل الفني بلا عائد = مشروع ميت منذ البداية.

سادس القتلة: غياب الأكاديميات والمدارس الفنية

لا يمكن أن تُبنى صناعة درامية حقيقية دون تعليم. لا توجد مدارس أو أكاديميات مختصة تُخرج كتّاباً، مخرجين، ممثلين، وفنيين مؤهلين. كل الاجتهادات فردية، وكل النجاحات استثناءات لا تُبنى عليها قاعدة.

إذن، من قتل الدراما الأردنية؟ الجواب هو أننا جميعاً ساهمنا بشكل أو بآخر: الذوق، الإعلام، المؤسسات، السياسات، وحتى الجمهور. لكنها ليست جنازة بلا أمل. الدراما يمكن أن تعود، إن توفرت الإرادة، ووُضع لها التمويل، وبُنيت لها المنصات، وصُنعت لها المساحات.

لكن أول خطوة هي الاعتراف بأن هناك جريمة حصلت… وأن القاتل ليس مجهولاً











طباعة
  • المشاهدات: 3088
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
16-09-2025 12:07 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم