حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 8471

ماهر أبو طير يكتب: غموض التاسع من سبتمبر

ماهر أبو طير يكتب: غموض التاسع من سبتمبر

ماهر أبو طير يكتب: غموض التاسع من سبتمبر

14-09-2025 10:16 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
هناك حلقات غامضة في كل محاولة اغتيال قيادات حركة حماس في قطر، وهذه الحلقات الغامضة لا يفك أحد غوامض أسرارها أبدا.
العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر علاقة وطيدة وفي الدوحة أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط، وقد أعلنت قطر نيتها استثمار مئات المليارات في الولايات المتحدة، ولا أحد يصدق رواية واشنطن التي تدعي عدم علمها بالعملية، ولا أحد يفهم غياب الدفاعات الأميركية والقطرية عن قطر لحظة الهجوم، وعلينا أن نسأل اليوم لماذا تم تنفيذ العملية بهذه الطريقة، وهز سمعة قطر واستقرارها على الرغم من التحالف القائم بين البلدين علنا، وما هي مستهدفاته؟.


كما أن العلاقة بين إسرائيل وقطر ذاتها علاقة قوية وقديمة وممتدة وليست ابنة اليوم، وكانت قطر تنسق دوما مع إسرائيل بخصوص ملف غزة، ووجود حماس في الحكم، والسماح بتدفق الأموال قبل الحرب، وبقيت العلاقة السياسية والأمنية قوية، ووفود الموساد ورئيسها تزور قطر بشكل اعتيادي، كما أن إسرائيل ذاتها لم تعترض سابقا على الدور القطري، وساهمت الدوحة بالوساطة، لكننا فجأة نشهد انقلابا إسرائيليا على قطر، وتهديد الدوحة بسبب وجود المقاومة، وتنفيذ عملية عسكرية ضد بلد عربي على صلة بإسرائيل، وينسق معها أمنيا، وسياسيا، في المعلوم من الأخبار وذلك المكتوم.
إذا ربطنا الإجابات المحتملة على التساؤلات السابقة بتهديدات نتنياهو لقطر بسبب تواجد حماس على أرضها، ثم تصريحات المسؤولين القطريين حول مراجعة وجود حماس على أرضها نكون أمام خريطة ثانية تأخذنا الى استنتاج مختلف، أي أن جملة عوامل تريد الضغط على حماس من أجل انتزاع موقف محدد، وهذا يؤدي إلى إضعاف سيناريو استهداف قطر بالصورة التي رأيناها، وألا يمكن القول إن كل علاقات التنسيق والتحالف باطلة ودليل ذلك ما جرى في قطر، وهو أمر غريب حقا، ويحمل رسائل لكل المنطقة.
في غوامض الإجابات يقال إن الدوحة لم تنفذ تعهداتها بالاستثمار في الولايات المتحدة، ولذلك رفعت واشنطن الحماية عنها، وفي رواية أخرى يقال إن تل أبيب تعتقد أن الدوحة تتلاعب معها لاعتبارات مرتبطة بالأتراك، ولهذا تم الانتقام من استقرارها، وفي تفسير ثالث أن كل القصة تتعلق بالضغط فقط على حماس، وليس على قطر ذاتها، وأن الدوحة احتملت الكلفة السياسية والأمنية أمام شعبها والمنطقة ودول العالم، في سياقات محاولة الوصول الى صفقة.
هذا مناخ مولد لنظريات المؤامرة، حتى إن البعض تحدث دون سند معلوماتي أن الدوحة تعرف عن العملية مسبقا، وقبلت بها لاعتبارات الضغط على حماس وصولا إلى إخراجها، ونحن نعرف أن هناك خصوما لقطر، مثلما أن لها أصدقاء، والكل يحاول اليوم العبث بالاستنتاجات من أجل تعزيز موقف سياسي ما، أو النيل من خصم أو طرف لا يستهويه أساسا.
في كل الأحوال ما زلنا لا نعرف أيضا كيفية تنفيذ العملية، لأن التضليل في المعلومات في أعلى مستوياته، تارة طائرات عسكرية عبرت المنطقة، وتارة صواريخ بالستية من البحر الأحمر، وبينهما كلام عن طائرات مسيرة، أو تلغيم داخلي، ولا إجابة محددة.
ما هو أهم من كل النظريات السابقة، والتأويلات الصحيحة والكاذبة أن المنطقة تذهب برمتها إلى سيناريو أصعب، لأن قطر تلقت ضربتين خلال 2025، من إيران وإسرائيل، وهي جزء من مجلس التعاون الخليجي وهذه أول مرة تعتدي فيها إسرائيل على دولة خليجية، مثلما أن قطر دولة مستقرة، لا يمكن مقارنتها بسورية ولبنان واليمن مثلا، وهذا يعني أن المسار الجديد يأخذنا إلى محاولات لاستهداف الدول المستقرة وليست الهشة، مثل تركيا وإيران ومصر والأردن وغيرها من دول بعضها على علاقة سلام مع إسرائيل وهي علاقات سلام لم تعد تمثل حصنا لها ولا حماية.
إذا كان توقيت السابع من أكتوبر فتح بوابة لحرب ممتدة على 7 جبهات هي غزة والضفة الغربية وسورية ولبنان واليمن وإيران والعراق، فإن التاسع من سبتمبر فتح كل المنطقة لكل الاحتمالات.











طباعة
  • المشاهدات: 8471
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-09-2025 10:16 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم