حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,14 سبتمبر, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5983

مكرم أحمد الطراونة يكتب: ما الذي تنتظره الشعوب من قمة قطر؟

مكرم أحمد الطراونة يكتب: ما الذي تنتظره الشعوب من قمة قطر؟

مكرم أحمد الطراونة يكتب: ما الذي تنتظره الشعوب من قمة قطر؟

14-09-2025 10:14 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
خلال اليوم وغد، تنتظم في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال القمة العربية والإسلامية التي تأتي في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة، من أجل بلورة موقف موحد تجاه التطرف والإرهاب الذي تنشره الحكومة الإسرائيلية اليمينية الفاشية، فما الذي تنظره الشعوب من هذه القمة، وكيف يمكن أن يكون الرد الموضوعي على الاعتداءات الإسرائيلية؟


على ضوء الموقف القوي للكتلة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة أخيرا، والدعم القوي الذي حظيت به من غالبية دول العالم، والذي أسفر عن تنديد مجلس الأمن بالاعتداء على العاصمة القطرية، ثم إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة "إعلان نيويورك" الذي يحدد "خطوات ملموسة" نحو حل الدولتين، يحتم أن تأتي القمة المنتظرة بعيدة عن الخطاب العاطفي ومحاولات تخدير الشعوب بعبارات ومواقف مطاطة، خصوصا أن الطريق مفتوحة أمام دعم عالمي غير مسبوق لكي تتحرك دول المنطقة لحماية أمنها واستقرارها.
في خضم المشهد العالمي المعقد، فإن الشعوب تعرف أن الدخول في حرب مع الكيان أمر غير واقعي في الوقت الراهن، فالكيان محمي بالسلاح والمقدرات الأميركية غير المحدودة، ولكن ذلك لا يمنع من أن هذه الشعوب تنتظر مواقف تتجاوز بيانات التنديد والشجب التقليدية، وأن ترتقي المواقف إلى مستوى الحدث الذي قام به الكيان من اعتداء سافر على دولة عربية إسلامية، وانتهك سيادتها وقتل أفراد فيها، وترويع شعبها، بلا ذنب سوى أنها تحاول الوساطة لكي تنهي عدوانا وحرب إبادة لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلا.
على رأس قائمة التطلعات موقف موحد وواضح، بإعلان صريح يؤكد أن الاعتداء على الدوحة هو عدوان طال جميع دول المنظومة، وأن هذا الاعتداء يمكن أن تتعرض له أي دولة أخرى إذا لم يتم لجم الكيان بإجراءات صارمة.
كما ينبغي أن يكون هناك موقف صارم تجاه حرب الإبادة على غزة، ومحاولات التهجير القسري فيها، إضافة إلى ممارسات الاحتلال الوحشية في الضفة الغربية، والإجراءات اليومية التي تحاول فرض الأمر الواقع وإنهاء إمكانيات حل الدولتين، بمصادرة الأراضي وإقامة التجمعات والبؤر الاستيطانية.
لقد أهمل العرب والمسلمون القضية الفلسطينية خلال أكثر من ثلاثة عقود، ما قاد اليمين الصهيوني المتطرف إلى السير بمشاريع تصفية هذه القضية العادلة. لذلك حان الوقت اليوم لكي تبدي المنظومة العربية والإسلامية الاهتمام المطلوب، وأن تمد لها يد الدعم والعون، وأول ما عليها فعله الضغط لإنهاء مذبحة غزة، ووضع سيناريوهات لإيصال المساعدات وإعادة الإعمار، وأيضا تسريع جهود المصالحة الفلسطينية، ودعم إقامة حكومة وحدة وطنية في الضفة وغزة.
على الجانب الآخر، ينبغي ألا يتم ترك لبنان وسورية وحدهما في مواجهة هذا العدو، فالاعتداءات عليهما باتت شبه يومية، إضافة إلى احتلال أراض فيهما، خصوصا الأراضي السورية التي تم احتلالها في أعقاب نجاح الثورة. يجب أن يكون هناك موقف واضح وصريح من هذه الاحتلالات، وألا يكون هناك تمييع في المواقف، بل التعامل على أنها احتلال سافر يجب أن ينتهي.
أوراق الضغط التي تمتلكها المنظومة كثيرة، وعلى رأسها التحرك الدبلوماسي الجماعي بإيقاف كل أشكال التطبيع مع الكيان، واستخدام أدوات القوة الناعمة والاقتصادية، وربط أي علاقات اقتصادية أو تجارية مستقبلية معه بحزمة إجراءات تتضمن إيقاف العدوان، والسير بعملية سياسية تفضي إلى إقامة حل الدولتين.
إن كثيرا من دول هذه المنظومة تربطه علاقات دبلوماسية واتفاقيات مع الكيان، لذلك ينبغي أن يكون هناك إعلان عن اتفاق على مراجعة شاملة للعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع الكيان، والنظر في خفض أو تعليق التمثيل الدبلوماسي حتى يوقف اعتداءاته، ويذعن للقانون الدولي.
مخرجات القمة يجب أن توصل رسالة واضحة لتل أبيب أن الأمر تخطى كل الحدود التي يمكن السكوت عليها.











طباعة
  • المشاهدات: 5983
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-09-2025 10:14 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الاتصال الحكومي بقيادة الوزير محمد المومني؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم