13-09-2025 09:20 AM
بقلم : الدكتور علي فواز العدوان
عقب تنامي الصلف الصهيوني الذي لم يتوقف عند حدود اغتصاب الأرض الفلسطينية بل تعدّاه إلى التطاول على سيادة دول عربية كقطر والعديد من الدول الأخرى، تبرز الحقيقة التي طالما أشار إليها جلالة الملك في تحذيراته المتكررة من خطر التطرف الإسرائيلي ومشاريعه التوسعيه "E1"و توقيع خطته الاستيطانيه الجديدة ، التي تهدف بشكل واضح إلى تفريغ الضفة الغربية من أهلها وقطع أوصالها، يصبح لزامًا على الدول العربية أن تتعامل مع المشهد بجدية وواقعية مختلفة.
الولايات المتحدة أثبتت أنها ليست وسيطًا، بل طرفًا منحازًا بالكامل للمشروع الصهيوني، تدعمه سياسيًا وعسكريًا وتغطي جرائمه بالفيتو والبيانات المضللة. وهنا، يصبح الرهان على واشنطن نوعًا من الهروب إلى الأمام. الخيار العربي الحقيقي هو إعادة تشكيل العلاقات الخارجية والبحث عن توازن جديد يعكس المصالح والسيادة الوطنية.
المعسكر الشرقي، بقيادة الصين وروسيا، يفتح أمام العرب مساحة واسعة للتحرك، ليس فقط لمعادلة النفوذ الأمريكي بل لبناء شراكات استراتيجية. هذه الشراكات يمكن أن تتجلى في عدة خطوات عملية:
1. الانضمام لمبادرات اقتصادية كبرى مثل "الحزام والطريق"، وربط الموانئ العربية بشبكات النقل العالمية لتعزيز الاستقلال الاقتصادي.
2. تعزيز التعاون الدفاعي والتقني مع موسكو وبكين، بما يضمن بناء قدرات ردع عربية مستقلة بعيدًا عن الابتزاز الغربي.
3. استخدام أوراق الطاقة والنفط والغاز كورقة ضغط استراتيجية، لفرض احترام الحقوق العربية على طاولة العلاقات الدولية.
4. توسيع التعاون في المؤسسات الدولية عبر دعم المواقف الصينية والروسية في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، مقابل دعم قضايا العرب وفي مقدمتها فلسطين.
الصلف الإسرائيلي قائم على قناعة أن العرب مشتتون ومكبلون بالتحالفات التقليدية. لكن لحظة التوازن العالمي التي نعيشها اليوم تمنح العرب فرصة ذهبية لتصحيح البوصلة، وبناء شبكة تحالفات جديدة تُعيد الردع وتكبح جماح التطرف الصهيوني.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-09-2025 09:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |