10-09-2025 11:08 AM
بقلم : نضال أنور المجالي
"يا حيف على من خذلوا البلد من أصحاب الدولة حين احتاجهم الوطن"، بهذا التصريح الموجع يلخص الاستاذ هاشم الخالدي مرارة الخيبة التي يعيشها الكثيرون تجاه شريحة كان يُفترض بها أن تكون سندًا للوطن في محنه. هذا التصريح ليس مجرد عتاب عابر، بل هو صرخة نقدية عميقة تستهدف الفجوة بين المسؤولية المتوقعة من "أصحاب الدولة" وبين أداء البعض منهم في أوقات الشدة.
ماذا يعني "أصحاب الدولة"؟ في المفهوم العام، هم تلك النخبة التي تولت مناصب رفيعة ومرتكزات قيادية في مختلف مفاصل الحكم، من وزراء وقادة أمنيين ومسؤولين كبار. هم من بنوا خبراتهم وسلطتهم تحت مظلة الدولة، وارتفعت مكانتهم بفضلها. لذلك، فإن العهد الضمني بينهم وبين الوطن يفرض عليهم أن يكونوا في طليعة المدافعين عن مصالحه، لا في أوقات الرخاء فقط، بل وفي أوقات التحدي.
تأتي هنا نقطة النقد الجوهرية التي يثيرها الخالدي: الخذلان. كيف يمكن لمثل هذه النخبة أن تخذل وطنًا أعطاها كل شيء؟ قد يكون الخذلان بأشكال متعددة؛ فقد يكون صمتًا مطبقًا أمام الأخطار التي تهدد النسيج الاجتماعي أو الاقتصادي، أو تقاعسًا عن القيام بالواجب في لحظات الحسم، أو حتى انشغالًا بمصالح شخصية ضيقة تتقدم على المصلحة الوطنية العليا. إن خذلان من هذا النوع هو أشد أنواع الخيانة، ليس لأنها خيانة لفرد أو جماعة، بل لأنها خيانة لمبدأ الولاء والانتماء الذي يجب أن يكون أساس أي مسؤولية.
تصريح الخالدي يفتح الباب على تساؤلات أوسع حول مفهوم المواطنة والمسؤولية. هل المناصب العليا هي مجرد امتيازات وظيفية تُستغل للحصول على المكاسب، أم هي أمانة وواجب يفرض على من يحملها أن يكون قدوة في العطاء والتضحية؟ إن ما يصفه الخالدي ليس حالة فردية، بل هو ظاهرة تستدعي مراجعة شاملة لطريقة اختيار النخب وكيفية محاسبتها على تقصيرها.
في الختام، إن تصريح "يا حيف" هو دعوة للنقد الذاتي، ليس فقط للنخبة الحاكمة، بل لكل فرد يعتبر نفسه جزءًا من هذا الوطن. إنها رسالة مفادها أن الوطن يحتاج إلى كل أبنائه، وأن المسؤولية ليست مجرد منصب، بل هي موقف وشعور بالانتماء لا يمكن أن يذبل في أوقات الشدة.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال أنور المجالي.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-09-2025 11:08 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |