10-09-2025 09:59 AM
بقلم : د. صبري راضي درادكة
لو كان جدي رئيسًا سابقًا للوزراء، لكنت هارفارديا… أما شبابنا، فيركضون وراء الوظائف كما يركض الجائع وراء الوليمة، والتعليم صار بعيدًا وعصيًّا، محاصرًا بتشدد الثانوية العامة، وتضييق القبول الجامعي، وفقر مستعصٍ عن الحل. وبينما هناك من يولدون على كراسي النفوذ ويصنعون الفرص لأنفسهم ولأبنائهم، يبقى الكادحون أسرى أحلام حتى حدّ الهذيان، والواقع يضحك في وجوههم ويهمس: «لو كان… لكن لم يكن».
في هذا الواقع، يتحول الحلم إلى صراع يومي: طلاب ينهكون بين قيود نظام تعليمي صارم وضيق مقاعد جامعية، وأسر مثقلة بأعباء الحياة الاقتصادية. وبينما تُفتح الأبواب للبعض تلقائيًا، يظل الكادحون يطرقونها عبثًا، وكأنها لم تُخلق لهم.
ولم يعد التعليم وحده امتيازًا؛ فالوظائف كذلك. الشباب يتزاحمون في سوق عمل لا يرحم، فيما آخرون يختصرون الطريق على سلالم النفوذ، ويُصنع لهم مستقبل ممهَّد لم يحلم به غيرهم. هكذا يعيش المتنفذون حلمًا بلا عناء، بينما يغرق الكادحون في حلم مؤجل لا يفيقون منه.
يبقى السؤال: هل سيظل الحلم مجرّد وهم يُروّض الشباب حتى الهذيان، بينما تُكتب الحياة بلغة النفوذ؟ أم سنشهد يومًا يصبح فيه التعليم والفرص حقًا لا امتيازًا، وسلّمًا للكفاءات لا سورًا للكادحين؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
10-09-2025 09:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |