09-09-2025 01:37 PM
بقلم : نضال أنور المجالي
يُقال إن الأمل هو آخر ما يموت، ولكن يبدو أن "أجمل أيامنا" التي ننتظرها بفارغ الصبر قد قررت أن تأخذ إجازة مفتوحة، أو ربما تاهت في الطريق إلينا. في كل مرة نسمع فيها عبارة "أجمل أيامنا لم تأتِ بعد"، نتساءل بابتسامة مريرة: هل هي محجوزة في قاعة انتظار الأبدية، أم أنها مجرد شعار جميل يُستخدم لإلهائنا عن الواقع الذي نعيشه؟
بالأمس القريب، صرح دولة الرئيس بأن "أجمل أيامنا لم تأتِ بعد"، وكأنه يطمئننا على أن هناك كنوزاً مخبأة في المستقبل، ولكننا للأسف، كجيل، نشعر وكأننا نُروَى حكاية خيالية عن جزيرة الكنز، بينما نحن نقف على شاطئ فارغ، والمحيط يبتلع كل ما نملك.
الماضي أجمل... وربما الحاضر أيضاً!
يا دولة الرئيس، دعنا نكن واقعيين: سيأتي يوم ونحن نحكي لأبنائنا عن هذه الأيام، وسنقول لهم "كان الماضي أجمل"، ليس لأننا نبالغ أو نعيش على الأطلال، بل لأن ذاكرتنا ستنتقي الأقل سوءاً من هذا الحاضر، وتُجمّله ليصبح قصةً تُروى.
نحن جيلٌ لم يلحق بجمال الماضي، ولن يلحق -كما يبدو- بجمال القادم الموعود. نحن عالقون في المنتصف، بين حنينٍ لزمنٍ لم نعشه، وقلقٍ من مستقبلٍ لا نرى له ملامح. نحن الجيل الذي يُطلب منه أن يؤمن بما لا يرى، وأن ينتظر ما قد لا يأتي.
حقنا في "لحظة" جميلة
إذن، سيدي الرئيس، قبل أن تُحدّثنا عن "أجمل الأيام" التي تنتظرنا في المستقبل البعيد، أليس من حقنا أن نعيش لحظةً واحدة على الأقل في الحاضر تكون جميلة؟ أن نتذوق طعم الأمل اليوم، لا أن نؤجّله إلى أجلٍ غير مسمى؟
نحن لا نطلب المستحيل، فقط نتمنى أن تكون عبارة "أجمل أيامنا لم تأتِ بعد" وعداً حقيقياً، وليس مجرد جملة تُقال لتمضية الوقت. فإذا كان المستقبل يحمل كل هذا الجمال، فلماذا لا تُسرّب لنا بعضاً منه الآن؟ ربما نحتاج فقط إلى "دفعة أمل" لنؤمن أن القادم سيكون أجمل حقاً.
حفظ الله الاردن والهاشمين
الكاتب نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-09-2025 01:37 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |