06-09-2025 09:58 PM
سرايا - في سياق محاولاتها إخفاء عملية التجويع الممنهجة التي خلقتها في غزة، أبرمت الحكومة الإسرائيلية عقودا إعلانية ضخمة مع شركات عالمية مثل غوغل وإكس وغيرهما، لتعزيز الدعاية التي تنكر وجود مجاعة في القطاع.
فقد كشف تحقيق استقصائي لموقع "دوب سايت نيوز"، عن توقيع إسرائيل عقدا بقيمة 45 مليون دولار مع شركة غوغل، لإخفاء مظاهر التجويع في غزة، وذلك بالتزامن مع تحذيرات دولية متصاعدة من مغبة الاستمرار في تجويع الفلسطينيين.
ووفقا لتقرير أعده عبد القادر عراضة، فإن هذا المسعى يسلط الضوء على تعامل حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية مع الدعاية والإعلام كسلاح في هذه الحرب.
وتم توقيع العقد الذي يمتد لـ6 أشهر بين غوغل ومكتب نتنياهو مباشرة، ويتمحور هدفه الرئيسي حول إخفاء مظاهر التجويع، كما يقول التحقيق.
وضمن الاتفاق المبرم قامت غوغل بنشر دعاية تظهر أناسا يعدون الطعام في قطاع غزة، وجرى التعليق على المشاهد، بأنه يوجد طعام في غزة وكل ما يقال دون ذلك فهو كذب.
ولم تتوقف الحملة عند غوغل، لكنها امتدت لتشمل مؤثرين أميركيين إلى جانب إنفاق ضخم على الإعلانات الممولة لصالح غوغل ويوتيوب وإكس وميتا وغيرها من المنصات.
وخلال أغسطس/آب الماضي نشرت الخارجية الإسرائيلية مقطعا دعائيا على منصة يوتيوب التابعة لغوغل، وحمل عنوان "هناك طعام في غزة.. أي ادعاء آخر كذب".
ترويج متعمد وكان الإعلان المدفوع سببا في انتشار هذا المقطع، كجزء من العقد الموقع بين مكتب نتنياهو وغوغل، في يونيو/حزيران.
كما أنفقت الحكومة الإسرائيلية -وفق تحقيق دروب سايت- 3 ملايين دولار على عقد إعلاني آخر مع منصة "إكس"، ومنحت شركة الإعلان الفرنسية الإسرائيلية "آوت براين تيادس" نحو مليونين و100 ألف دولار أيضا.
ووصفت وثائق رسمية إسرائيلية الحملة صراحة بأنها "هاسبارا"، وهي كلمة عبرية تعني مزيجا بين العلاقات العامة والدعاية وتهدف إلى إنكار وجود الجوع.
وقال تحقيق دروب سايت إن الحكومة الإسرائيلية مولت عبر غوغل حملة دعائية لتشويه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، ووصل الأمر بها إلى اتهام الأمم المتحدة نفسها بالتخريب المتعمد لإدخال المساعدات.
وعملت الحملة الدعائية أيضا على الترويج لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة. واستهدفت حملة أخرى تشويه مؤسسة "هند رجب" المؤيدة للفلسطينيين، التي تجمع الأدلة على جرائم الحرب الإسرائيلية وتدعو للملاحقة الدولية.
غوغل خالفت القانون الدولي واستدل التحقيق بنقد المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي عقد مشروع "نيمبوس" الذي وقعته غوغل وأمازون عام 2021 لتقديم خدمات الحوسبة السحابية للحكومة والجيش الإسرائيليين.
وقالت ألبانيزي إن غوغل استفادت من "الإبادة الجماعية في غزة"، وهو ما رد عليه المؤسس المشارك لغوغل سيرغي برين، بوصف الأمم المتحدة بأنها "منظمة معادية للسامية بوضوح".
وتأتي الحملات الإعلانية الإسرائيلية بينما العالم يرى ويسجل استخدام إسرائيل التجويع كسلاح حرب، بل إن أفعال الحكومة والجيش الإسرائيليين تشكل إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وفق أحدث تقرير للجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية.
وتعليقا على تحقيق "دروب سايت"، قال المحاضر في إدارة الإنترنت بجماعة كولومبيا بيتر ميسيك، إن الحملة الإعلامية المصاحبة للحروب تسبق وجود الإنترنت، وهي محظورة بموجب القوانين الدولية.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أكد ميسيك، أن هذه الشركات تضع سياستها الخاصة، وأن غوغل تحظر استخدام المعلومات المضللة، وهو ما يضع عليها مسؤولية أمام القانون الدولي لأنها تعمدت ترويج البروباغندا الإسرائيلية المناقضة للواقع.
ولدى هذه الشركات علاقات كبيرة ومتزايدة مع إسرائيل، رغم أنها أبدت التزاما واضحا بالحياد، مما يعني -برأي ميسيك- أن العالم بحاجة لمزيد من الشفافية ومعرفة ما تقوم به شركات مثل غوغل بالبيانات التي تمتلكها، وما إذا كانت تستخدمها في الحروب والنزاعات المسلحة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-09-2025 09:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |