01-09-2025 09:58 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
ليست الظروف الحالية التي يمر بها الوطن، وسيده الهاشمي، ويقف في مواجهة "محنة فلسطين" بأمور محدثة على هذا الوطن الصابر، الذي اعتاد على اليسر حينًا والعسر أحيانًا.
يسر لأعوام، وعسر لسنين كثيرًا ما امتدت، ومنذ تأسس الوطن ووقف الشيخ الجليل الملك المؤسس الشهيد – طيب الله ثراه – على حافة معان عام 1921م ينشد الرجال لتحرير سوريا مما أصابها، ومنذ رفع خطاب التحرير تواطأت عليه الظروف، وسريعًا ما أنشب أظفاره الانتداب ليحد من الحلم، وليزيد هذا الوطن من الإصرار، فسمي مشرقًا عربيًا بانتظار أن يتكون الحلم، ووجد الملك المؤسسة نفسه وحيدًا محاطًا ببعض الرجال الأشداء في حين انسدل كثر إلى خدمة الانتداب، ومنهم من يمم وجهه ينشد المال عند عدو، ورغم ذلك بقي مرابطًا في عمان يشيد صرحًا.
ولم تمنعه نكبة فلسطين، من التوقف ولو حينًا، إذ واجه الصلف الصهيوني، حاملًا حلم الوحدة ليكون ويتحقق، فما كانت سنين عسر أمست لاحقًا يسر وتحققت وحدة عز نظيرها بين الضفتين لتكون أول وحدة واقعية بين الشعبين الأردني والفلسطيني.
وميزة الهاشميين أنهم يشكلون وجدان الشعوب والعمران البشري، قبل أن يشكلوا الجغرافيا، فأصالة الشرعية تمحو كل فوارق، والأردن هو ذاته الذي قدّم التضحيات عام 1948م وبعد الوحدة مع الضفة الغربية صونًا لعروبتها وبإرادة أهلها فدفع أيضًا ثمن ذلك سنينًا من حصار الشقيق القريب وكانت التهمة حينها حميته العربية.
ومطلع تسعينات القرن الماضي كانت استدارة أخرى أغلق خلالها منفذنا البحري في العقبة، ومررنا بظروف صعبة وعبرنا.
واليوم، يخوض الملك الصابر المرابط عبد الله الثاني معركة فلسطين وبخاصة ما يجري في غزة في وقت تحالفت فيه قوى الصلف مع بعض من شابهم الوهن، ويبقى الأردن صابرًا، يجعل من سني العسر يسرًا مهما طالت محنها.
فالأردن أصيل بشرعيته ووجوده وما مر عقد عليه لم يكن له معركته التي خاضها، وعبر من كل معاركه وهو أقوى وأكثر شدة، والسر في شرعيته هو أنه وطن ينشد حياة... هكذا تعرب الشرعية عن ذاتها.
الأردن وطن هاشمي يرسم مقدمات الأمل العربي، وهذا دور أردني متأصل بالتاريخ والجغرافية والسياسة.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
01-09-2025 09:58 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |