بقلم :

 يقول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) (الفرقان:72). و يقول: ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30). ويقول :(وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) (المجادلة: من الآية2).

وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ". رواه البخاري و مسلم ،

كثير من الأمور المهمة في حياة الإنسان وحياة الأمة تبنى على الشهادة وبشتى أشكالها والتي من المفترض أنها نابعة من الإنسان المؤمن الذي يعلم أن الشهادة هي لله ولرسوله ويدرك قيمة الكلمة الصادقة المسئولة في حياة الإنسان والتي يحاسب عليها حيث أكثر من يكب على وجوههم في النار نتيجة الكلمة الامسؤولة والتي تستهتر في أعراض الناس وتسلب حقوقهم ونتيجة ذلك تعم الفوضى والعداوة في المجتمع كما في شهادة الزور والتي يعرفها الكثير منا بمفهومها التقليدي و بأنها من اكبر الكبائر.إلا أن شهادة الزور منتشرة وبشكل كبير وجماعي في حياة المجتمع وذلك في غياب المقياس على مفهوم شهادة الزور والتي من الممكن أن تكون الرادع للكثير منا لمثل هذه الممارسات خاصة ونحن نعيش في مستجدات الحياة .

لهذا لا بد من معرفة المفهوم الصحيح لشهادة الزور والتي يقاس عليها .فهي شهادة يتم فيها الكذب والافتراء قال الله تعالى(والذين لا يشهدون زورا) أو قول الزور وذلك عندما يقول الإنسان في أمر لاعلم ولا دراية به . قال الله تعالى ( واجتنبوا قول الزور) .من ما ذكر لمفهوم قول أو شهادة الزور فان الكثير من الأمور في حياتنا ينطبق عليها شهادة وقول الزور ويشترك في ذلك أعداد كثيرة من الناس ومثال ذلك جاهات ألخطبه حيث أن كل من تواجد فيها فكأنما لسان الحال يقول ويشهد للخاطب بحسن خلقه ودينه والذي يبنى على هذه الشهادة الموافقة وكذلك في موضوع الاقتراع أو تزكية إنسان ما ليشغل احد المناصب العليا لخدمة المجتمع فمن المفترض أن يتم اختيارالانسان المعلوم لديه أوِلا... ويختاره لأخلاقه وأمانته وكفاءته وقدرته على تحمل المسؤولية اتجاه ربه وخدمة عباده غير ذلك يكون الإنسان قد وقع في شهادة الزورعندما كان الاختيار على مبدأ الفزعة دون الأخذ بعين الاعتبار الكفاءة والأفضلية أ و من اجل عرض من أعراض الدنيا قد يكون بعض هذه التصرفات لعدم المعرفة بحكمها الشرعي أو أنها أصبحت الوسيلة لقضاء حاجة المواطن في ظل قوانين الفساد . مجمل القول لمفهوم شهادة الزور فقد يكون الافتراء على شعب كامل عندما تزور إرادته وقد يكون على فرد من أفراد المجتمع ولنا من الأمثلة الكثيرة على ذلك وما يعاني المجتمع من سلبيات سوء الاختيار .

إن قيمة الكلمة الصادقة عندما يكون منبعها القلب المؤمن الذي يفتيها على كتاب الله وسنه حبيبه و ببعدها عن النميمة والفتن وقول الزور والمزاح وبالكلمة الصادقة يتم التوحيد و الإيمان والعبادة والدعاء وتحفظ الحقوق والأمانة وتصان العهود .لذلك لا بد للكلمة أن تخرج من اجل الحق ..