28-08-2025 01:22 PM
بقلم : رولا المغربي
بعد حرب أكتوبر 1973 بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة اخرى رأى السّادات انّ هناك حاجة لاتفاق سلام ينهي حالة الحرب المستمرة .
قرّرَ الرئيس المصري أنور السادات ان يتجه لخيار التفاوض المباشر مع إسرائيل بعد إن انهكتهُ الحروب المستمره منذ عام ١٩٤٨ اقتصاديًا وعسكريًا. لم تكن تلك الفكره لتلمع في رأس الرئيس دون ان يكون للأمريكي دَور الوسيط بحجّة ضرورة كسر الجُمود وبلورة إطار سلام قابل للتنفيذ(على حدّ الزّعم الامريكي حينها).
في خطوه غير مسبوقه ومُفاجِئه عام 1977، قام السادات بزيارة لإسرائيل وخطب في الكنيست، وكانت خطوة تاريخية لم يسبقهُ اليها أحد. فاعتُبِرَ في حينها انه خائناً للقضيه وللأمّه العربيه.
المفاوضات في كامب ديفيد او ما يُعرف باتفاقية كامب ديفيد هي مجموعتان من الأطر السياسية اتّفق عليها بين رئيس مصر الراحل (أنور السادات) ورئيس وزراء (العدو) إسرائيل (مناحم بيغن) برعاية الرئيس الأميركي (جيمي كارتر).
في منتجع كامب ديفيد دارت المفاوضات الأساسية في ولاية (ماريلاند) واستمرت تقريباً من 5 إلى 17 سبتمبر 1978، والتواقيع النهائية تمت في 17 سبتمبر 1978 في واشنطن.
تم الاتفاق على هذه الأُطُر الرئيسيه :
١-إطار لإحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال تناول القضية الفلسطينيه وتأكيد مبدأ( الحكم ذاتي) لساكني الضفة وغزة لمدة 5 سنوات كخطوة لحين ايجاد حل أوسع يضمن سياده فلسطينيه على هذه الاراضي ،لحين مفاوضات الوضع النهائي (الأمر الذي لم يضمن حلاً شاملاً للقضيه الفلسطينيه الى يومنا ).
٢-إطار لإنهاء الحرب بين مصر وإسرائيل.وهذه كانت احد اهم الاهداف التي يسعى اليها السادات.من خلال ترتيبات تضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من شبه جزيرة سيناء وإعادة السيطره المصريه عليها مع تواجد قوات دوليه وبقاء سيناء منزوعة السلاح ، وضمانات أمنية، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
لعِبت الولايات المتحدة دور الضامن والوسيط لهذه الاتفاقيه.
كان من نتيجة اتفاقية كامب ديفيد معاهدة السلام 1979 . وُقِّعت معاهدة السلام التي نصّت رسمياً على إنهاء حالة الحرب بين مصر واسرائيل.
تُعدّ كامب ديفيد أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية، ممّا غيّر خريطة التحالفات العربيه و الإقليمية .
كانت ردود فعل الدول العربية حادّاً جداً وقوبِلَ بموجة غضب عربيه عارمه فتعرّضت مصر لعزلة عربية وعقوبات دبلوماسية وإدانات علنية، وإجراءات مؤقتة ضد القاهرة .
في الداخل المصري ظهرت معارضة عنيفة تجاه السياسة الأحادية لإبرام سلام منفرد مع إسرائيل . ساهمت ردّة الفعل المعارِضه العنيفه الى ان يتم التخطيط لاغتيال أنور السادات فتم الاغتيال في 6 أكتوبر 1981 .
على الرغم من ان الاتفاقيه وفّرت حدوداً آمنه مع الاحتلال لكنه أمن نسبي ،فتح باب المساعدات الامريكيه لكن لازالت مصر تعاني ازدياد المديونيه واوضاعاً اقتصاديه ومعيشيه صعبه . قد تكون الاتفاقيه اوجدت حلاً ببن دولتين فقط لكنها لم تحل جذور المشكله في المنطقه العربيه والتي بسببها قامت هذه الاتفاقيه وهي القضيه الفلسطينيه.ولازالت الى يومنا هذا تعاني المنطقه العربيه من وجوده وهو(الاحتلال) ..
لأول مره تعترف دوله عربيه بدولة ما يُسمى (اسرائيل)، وكأنّ كامب ديفيد فتحت ابواب مسارات اخرى لاتفاقيات سلام تتبع كامب ديفيد ، فكانت اوسلو مع الفلسطينيين ووادي عربه مع الاردن. تَلَتها الإمارت (الاتفاقيه الابراهيميه)فالبحرين فالسودان فالمغرب واخيراً موريتانيا.
برغم السلام القسري الذي فُرِض على الشعوب العربيه لكن اثبتت التجارب ان الاتفاقيات لم تَهَب اادول العربيه سوى المزيد من الفقر والتّبعيّه ومزيداً من السّطوه على شعوبها المشحونه.
فضفضات السلام
رولا المغربي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-08-2025 01:22 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |