حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 أغسطس, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 11050

ماهر أبو طير يكتب: إذا تجددت الحرب

ماهر أبو طير يكتب: إذا تجددت الحرب

ماهر أبو طير يكتب: إذا تجددت الحرب

25-08-2025 08:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
هناك آراء أمنية وعسكرية وسياسية تقول: إن إيران خلال المواجهة الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي تعمدت أن يبقى ردها محدودا.
أصحاب هذه الآراء يريدون القول إن تجددت الحرب بين إيران وإسرائيل قبيل نهاية هذا العام سيؤدي إلى رد إيراني مختلف، وستكون الحرب دموية، ومختلفة عن النسخ السابقة من الحرب.


لا توجد أدلة على أن إيران تعمدت أن يبقى ردها ضمن سقوف محددة من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل على مدى اثني عشر يوما، وهي الصواريخ التي تراجعت حدتها تدريجيا، خصوصا، أن الضرر وقع على المنشآت النووية الإيرانية والدفاعات الجوية، ومواقع عسكرية وصناعية، إلا إذا كانت إيران تتحسب فعليا لضربات مقبلة، وتركت مساحات للتدخل الدبلوماسي خشية الدخول في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة، تؤدي إلى خسائر على مستوى أكبر داخل إيران، في ظل هشاشة اقتصادية واجتماعية.
الضربات الأميركية والإسرائيلية لإيران كشفت وجود اختراقات كبرى على مستوى المؤسسات الإيرانية، واستعداد مكونات اجتماعية للتخابر مع إسرائيل ضد النظام الحالي، تعبيرا عن حقد، أو رغبة بإسقاط النظام، أو تهيئة لمخطط تقسيم إيران الداخلي، وهذا المخطط ما يزال قائما، في سياقات رغبة تل أبيب بتغيير النظام نهاية المطاف.
المؤشرات التي تتدفق من واشنطن وتل أبيب وطهران تطرح احتمالات العودة للحرب، خصوصا، أن المعلومات تقول إن لدى إيران ما تخفيه، وفي ظل رصد أمني واستخباراتي، ربما تقود المعلومات إلى ضربة جديدة، لا أحد يعرف حتى الآن كيفية الرد الإيراني عليها، وهي تدرك أن عملية تحطيم قدراتها عملية متواصلة، وقد تستوعب بعضها إلى حد معين، لكن لا يمكن توقع الرد الإيراني ومطابقته مع حالات سابقة استوعبت فيها الضربات.
مع ما تمثله إيران من موقع جيوسياسي حساس في منطقة الخليج العربي، وقرب القواعد الأميركية في الخليج العربي والعراق وسورية، فإن نقاط قوة إيران ما تزال قائمة جزئيا، لكن هذه الإشارة تقول أيضا إن أي حرب مقبلة قد تؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية واسعة، ولن تبقى في حدود سماءات إيران وإسرائيل، في ظل اتصالات مع الأوروبيين تحاول إنهاء سيناريو العودة إلى الحرب من جهة، والوصول إلى حل في الملف النووي، وما يرتبط بقدرات الصواريخ الإيرانية، ومخزونها في إيران، والعراق، واليمن.
السؤال الأبرز هنا يقول: لماذا ستعود إسرائيل إلى الحرب إذا كانت القوة النووية الإيرانية تعرضت لأضرار كبيرة؟ والإجابة سهلة، فالملف النووي مجرد ذريعة إسرائيلية والمستهدف الأكبر هو تقسيم إيران وهي التي تحمل جينات التنوع المتضاد بين مكوناتها، إضافة إلى الرغبة بتغيير النظام، والسطو على موارد إيران، وإعادة تشكيل هوية إيران وفقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يشمل دولا ثانية مثل تركيا ومصر، وكل الكينونات المراد إعادة إنتاجها.
سيناريو إيران يشابه سيناريو غزة، من حيث وجود ذرائع علنية ودوافع سرية مختلفة، حيث إن إسرائيل تدعي أنها تقتل في غزة بذريعة استهداف حماس وغيرها من تنظيمات، فيما المستهدف كل الوجود الفلسطيني في القطاع، في سياق تطهير كينونة الاحتلال من الوجود العربي، وإعادة رسم الجغرافيا الفلسطينية، وفي إيران يتكرر الأمر فالذريعة هي الملف النووي، لكن المستهدف هو وحدة الأرض الإيرانية، والتركيية الداخلية، وثروات إيران، وتغيير النظام من خلال تثوير الداخل الإيراني في مرحلة معينة ضد نظامه.
تجدد الحرب بين إيران وإسرائيل قد يكرر ذات المشاهد التي رأيناها في الحرب السابق، فيما ستثبت الأيام إذا كانت طهران لديها القدرة على توسعة الحرب هذه المرة، والرد بطريقة مختلفة إذا تأكدت أن التوقيت توقيت بقاء أو فناء، وحتى ذلك الوقت ما تزال إسرائيل غارقة في غزة، وتقترب من بداية العام الثالث دون حسم للحرب، سوى تلك الجرأة غير البشرية على الأبرياء.
التيار المؤيد لإيران يتبنى كل المعلومات حول وجود قدرات مخفية لدى طهران سوف تستعملها هذه المرة، لكننا لا نعرف إذا كان هذا التبني يعبر عن رغبة باستعادة سمعة الدولة القوية وقدرتها على الردع، أم انه واقع سنراه ميدانيا ضد الاحتلال الإسرائيلي؟
من السذاجة في كل الأحوال المقارنة بين النسخ السابقة من حروب إيران وإسرائيل، وأي نسخة جديدة محتملة، وذلك لاعتبارات متعددة.











طباعة
  • المشاهدات: 11050
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-08-2025 08:59 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما مدى رضاكم عن أداء وزارة الأشغال العامة والإسكان بقيادة ماهر أبو السمن؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم