سرايا - في وقتٍ اعتاد فيه جيل الألفية و"زد" في بريطانيا على خيارات عصرية مثل أطباق الأساي بول أو حتى اللجوء إلى حقن إنقاص الوزن، يعود خبراء التغذية اليوم للحديث عن نظام قديم وعملي وُلد في حقبة الحرب العالمية الثانية، باعتباره خياراً صحياً واقتصادياً يتفوق على أحدث الحميات باهظة الثمن.

الحرب فرضت البساطة
مع اندلاع الحرب عام 1939 وبدء استهداف الغواصات الألمانية لسفن الإمدادات، فرضت الحكومة البريطانية نظام الحصص التموينية الصارم: بيضة واحدة أسبوعياً، ولتر من الحليب، و57 غراماً من الزبدة، 450 غراماً من اللحم، وكميات محسوبة من السكر والشاي والمارغرين.
وبينما بدت الكميات ضئيلة، فقد خلقت نمطاً غذائياً اعتمد على الخضروات الموسمية، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والفواكه المعلبة، مع وصفات بسيطة ومشبعة مثل "فطيرة وولتون" بالخضار وطبق "بابل آند سكويك" من البطاطس والملفوف.



تجربة حديثة.. خسارة وزن سريعة
إحدى التجارب الأخيرة أثبتت فاعلية النظام حتى اليوم؛ إذ التزمت سيدة به لثمانية أيام فقط، ففقدت خمسة أرطال وشعرت بطاقة متجددة، ما أعاد فتح النقاش حول جدواه في زمن السمنة والأطعمة فائقة المعالجة.

رأي الخبراء
قالت ديبورا جرايسون، أخصائية التغذية: "الوجبات كانت غنية بالخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة، وهي عناصر تمنح الشبع وتقلل الدهون المشبعة والسكريات".
وأشارت كارين، أخصائية تغذية مسجلة إلى أن: "البقايا كانت تتحول إلى وجبات غداء مشبعة، على عكس السندويشات السريعة الفقيرة غذائياً".
ولفتت لويز كارتر، خبيرة العافية إلى أن: "النظام يساعد على فقدان الوزن طبيعيًا ويشجع الطبخ المنزلي".
وأوضحت إميلي ليمينج، مؤلفة Genius Gut أن: "النظام غني بالألياف وخالٍ من الأطعمة المصنعة، لكنه يحتاج لتحديث بإضافة بروتينات متنوعة".
ومدحت بيل أمت، خبيرة التغذية في W-Wellness، قائلة: "النظام ممتاز لخفض استهلاك السعرات، لكنه يصبح أكثر فاعلية إذا دُمج مع حمية البحر المتوسط أو أنظمة البلو زونز".


كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كينت البريطانية عن طريقة مبتكرة للاستفادة من ثمار الكرز التالفة، عبر تحويلها إلى مسحوق طبيعي قد يساعد في تحسين الأعراض لدى مرضى الخرف بدرجاته الخفيفة والمتوسطة.


تكلفة أقل.. وفارق اقتصادي
إلى جانب الفوائد الصحية، يبرز البعد الاقتصادي كعامل حاسم. فبينما تصل تكلفة دواء مونجارو لإنقاص الوزن إلى نحو 30 جنيهاً إسترلينياً أسبوعياً وقد ترتفع إلى 82 جنيهاً بعد الزيادات الأخيرة، فإن الالتزام بالنظام الغذائي على طريقة الأربعينيات لا يتجاوز 15.26 جنيهاً أسبوعياً، ما يجعله خياراً صحياً وموفراً في آن واحد، وفقاً لما ورد في "دايلي ميل".