بقلم : هالة هارون الفرجات
نعلم أن العاصمة عمّان قلب الأردن، مركز القرار والاقتصاد والثقافة، لكن باقي المحافظات لها نفس الحق: لها شباب وطموح، أُناس تكدح لأجل لقمة العيش وحلم يتراود ليُسمع صوتها ويصلها الإهتمام بشكل دائم لا مجرد لقطات مؤقته
اليوم، أغلب المحافظات لا تحظى بالاهتمام إلا وقت الزيارات الملكية أو الرسمية، حينها يتحرك المسؤولون فجأة، تُجهز الشوارع، تُحل بعض القضايا وتُلتقط الصور،، لكن هذا الإهتمام غالبًا لحظي والمواطن يبقى مغيبًا وصوته ضائع خلف اللقطات الإعلامية.

ومن هنا تبرز فكرة "العاصمة المتنقلة":
لماذا لا تنتقل الإدارة والقرار إلى محافظة مختلفة كل سنتين على أقل تقدير؟!
بهذا ستتحرك عجلة التنمية والاقتصاد وتنتعش المحافظات وستُفتح فرص عمل جديدة للشباب، بدل أن يضطروا للهجرة الداخلية نحو عمّان وللخارج مستقبلًا هربًا من واقع أليم ويُسمع صوت المواطنين مباشرة بدل أن يكون مجرد لقطة إعلامية مؤقتة وهكذا ستُوزع التنمية بشكل عادل بعيدًا عن تركيزها في العاصمة وحدها.

وهناك بعض التحديات والحلول:
#البنية التحتية: بعض المحافظات قد لا تكون جاهزة لاستضافة المراكز الحكومية.
الحل: تحويل هذا التحدي إلى فرصة استثمارية عاجلة لتطوير الطرق، المرافق والمباني الحكومية.

#الكلفة المادية للنقل والانتقال: قد تبدو كبيرة.
الحل: مقارنة هذه الكلفة مع الكلفة الخفية الناتجة عن البطالة، الهجرة الداخلية وتكدس العاصمة وفي كثير من الحالات تكون أقل.

#التدرج بالتطبيق: الإنتقال الكامل قد يكون صعبًا مباشرة ولكنه ليس مستحيلاً.
الحل: البدء بتجربة محدودة لنقل بعض الوزارات أو الإدارات الأساسية فقط لقياس الأثر قبل التوسع.

والأهم أن هذه الفكرة قابلة قانونيًا والدستور ينص:
"عمان هي العاصمة ويجوز نقلها إلى مكان آخر بقانون خاص."
بمعنى أنه بالإرادة والتشريع يمكن أن تتحول الفكرة إلى واقع.

ختامًا
فكرة العاصمة المتنقلة ليست مجرد حلم بل دعوة لحوار وطني جديد قد يصل هتافه بعد الاستعانة بالله إلى جلالة الملك وولي العهد وكل مسؤول يحمل الأمانة فالأردن كله يستحق أن يزدهر وليس العاصمة عمّان وحدها.

وكما قال جلالة الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله:
"الإنسان أغلى ما نملك"،
ويؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني:
"لقد بني هذا الوطن بجهود من آمن به من أبنائه وبناته وعملوا وكافحوا وتميزوا وواجبنا أن نبني على جهودهم، وخياراتنا اليوم ستصنع مستقبل الأجيال القادمة."

لذا لنعمل جميعًا على تعزيز العدالة والفرص والتنمية في جميع محافظاتنا، لأن مستقبل الوطن بأيدينا جميعًا وهذا حق لا يُمسّ،، والسلام.

حمى الله الوطن