بقلم : نضال أنور المجالي
يُعد الانتماء للوطن والهوية والولاء قيمًا مترابطة لا يمكن فصلها، فهي تشكّل الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات القوية. إنها ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي جذور عميقة تمنح الفرد شعورًا بالثبات والأمان، وتُعزّز من إحساسه بالمسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه.
​الانتماء للوطن: ليس مجرد حدود جغرافية
​الوطن هو أكثر من مجرد مساحة على الخريطة، إنه قصة، وتاريخ، وحاضر، ومستقبل. الانتماء الحقيقي للوطن يتجاوز مجرد الإقامة فيه؛ هو شعور بالارتباط الوجداني بالأرض، والتضحية من أجلها، والمشاركة في بناء مستقبلها. هذا الانتماء يدفع المواطن إلى حماية بلاده والدفاع عن مصالحها، لأنه يرى في نجاحها نجاحًا له شخصيًا.
​الهوية: مرآة تعكس الذات والمجتمع
​الهوية هي الذاكرة الجماعية التي تربطنا بماضينا، وتحدد ملامح حاضرنا. هي مزيج فريد من اللغة، والثقافة، والعادات، والتقاليد، التي تُميّز مجتمعًا عن غيره. الحفاظ على الهوية ليس تراجعًا إلى الماضي، بل هو وعي بأهمية الجذور التي تُغذّي الشجرة وتجعلها شامخة. عندما يفتخر الفرد بهويته، فإنه يُعزّز من قوته الداخلية وثقته بنفسه.
​الولاء هو التعبير العملي عن الانتماء. ليس كافيًا أن تنتمي، بل يجب أن يكون هناك ولاء يترجم هذا الانتماء إلى أفعال. الولاء ليس فقط للطاعة العمياء، بل هو التزام واعٍ بالمساهمة الإيجابية في المجتمع، والالتزام بالقوانين، والعمل من أجل الصالح العام. إنه الولاء الذي يجعل الفرد يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الشخصية، ويسعى إلى خدمته بصدق وإخلاص.
​ثقتنا في العائلة الهاشمية: عمود الأمان والاستقرار
​في المملكة الأردنية الهاشمية، يكتمل الولاء للوطن بقوة الإيمان والولاء لقيادته الحكيمة. تُعد العائلة الهاشمية، بامتدادها التاريخي وعمقها الديني، صمام أمان للوطن وهويته. ثقة الأردنيين المطلقة في قيادتهم ليست مجرد تقليد، بل هي نابعة من تاريخ طويل من التضحية والعطاء، والالتزام بالقضايا الوطنية والعربية. إن هذا الولاء المتبادل بين الشعب والقيادة، هو الذي مكّن الأردن من تجاوز الصعاب، ومواجهة التحديات، والحفاظ على استقراره وسط إقليم مضطرب. هذه الثقة تعزز شعور المواطن بالأمان، وتُشعره بأن مصير الوطن في أيدي أمينة تعمل من أجل صالحه ورفاهيته.
​في عالم يتسارع فيه التغيير، تظل قيم الانتماء والهوية والولاء هي الحصن المنيع الذي يحمي الأوطان من التشتت والضياع. إنها دعوة للجميع، أفرادًا ومؤسسات، للعمل على غرس هذه القيم في الأجيال القادمة، لتبقى الأوطان قوية ومزدهرة.
​حفظ الله الأردن والهاشميين
​المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي